كتاب أكاديمي يهتم بإشكاليات الترجمة القانونية مع اقتراح الحلول المناسبة
تعتبر الترجمة الجسر الذي تعبر من خلاله اللغات والثقافات المختلفة والحضارات ووسيلة فعالة تمكن الإنسان من الانفتاح على غيره ومعرفة تقاليده وميولهالثقافي وذوقه الأدبي وتطوره العلمي.كما قامت الترجمة بنقل الحضارات من زمن إلى أخر ومن مكان إلى أخر وساهمت في بناء العلاقات بين الشعوب، والأمم وتشييد صرح حضاري مشترك بين بني البشر. ولعبت الترجمةدورا بالغ الأهمية في المحافظة على الثقافات والحضارات العالمية من الزوال سواء كانت منتشرة عبر المعمورة أو منحصرة في منطقة معينة.
في هذا المقام،نستشهد بدور الترجمة العربية في بناء الحضارة العالمية خصوصا عندما لجأ الأوروبيون إلى ترجمة الكتب الإغريقية والرومانية في ميادين الطب وعلم الفلك والفلسفة وغيرها من العلوم من اللغة العربية إلى لغاتهم،بسب فقدان الكتب الإغريقية والرومانية الأصلية.
وفي عهد الخليفة المأمون لم يكن للدولة العباسية لتتطور دون اعتمادها على الترجمة من اللغات الأخرى إلى العربية خاصة الإغريقية إلى درجة أن سمي عصر المأمون بالعصر الذهبي للترجمة، إذ كان الخليفة المأمون جد سخيا على المترجمين وحفزهم على تعلمها والاشتغال بها وتأسست في عهده مدرسة حنين بن إسحاق ببغداد. بعد ذلك، ظهرت بعد مدرسةللترجمة في الإسكندرية وفي طليطلة باسبانيا منذ القرن الثاني عشر للميلاد
و في عصرنا الحالي،لا تزال الترجمة تتمتع بمكانة مرموقة في العالم بأسره إلى درجة أنها أصبحت معيارا أساسيا يعتد به لمعرفة مدى تطور الدول،فكلما تضاعف عدد الترجمات من وإلى لغة معينة كلما كان ذلك مقياسا لتفوق الدولة على نظيراتها. بالإضافة إلىانتشار الترجمات الأدبية أو العلمية التي تحظى برواج منقطع النظير بينأوساط القراء، خصوصا وأننا نعيش في قرية صغيرة تمتاز بالسرعة والتدفق الهائل للمعلومات وبالتالي للغات والإبداعات لذلك يقال كتاب غير مترجم هو كتاب نصف معروف.