ابدأ مسيرتك في العمل الحر

يطلق مصطلح العمل الحر على كل عمل ينفذ لمصلحة شخصية، أي دون أن يكون تابعًا لشركة أو جهة ما، ويسمى من يزاوله عاملًا حرًا أو مستقلًا، ويكسب عن كل مشروع ينجزه سواءً كان تصميم شعار أو كتابة شيفرة برمجية، أوغيرها.
يكمل المستقل عمله في مشروع ما بإنجاز مهامه المطلوبة، ثم ينتقل ليكمل مشروعًا غيره؛ فهو غير مقيّد بعقود تلزمه بالعمل لمصلحة شركة ما دون غيرها، وبإمكانه التعاون مع عملاء مختلفين في آن واحد.
وبناءً على ما سبق، تقع على المستقل مسؤولية البحث عن العملاء وتسويق خدماته لهم، ويساعده في ذلك منصات العمل الحر التي تجذب أصحاب الأعمال لتوظيف من ينجز لهم مشاريعهم عبر منصة وسيطة تضمن حقوق الطرفين.

يعتمد كل من يبدأ العمل الحر على وجود مهارة يستطيع بها تقديم خدمات تراعي الجودة المطلوبة، لهذا ينبغي لك تحديد مهاراتك التي تريد تحويلها إلى منتجات أو خدمات بعد البحث جيدًا عن حجم الإقبال عليها وهل فعلًا يحتاجها الآخرون في تسيير أعمالهم، ثم صقلها بالتدرب المستمر والتعلم الفعال.

يمكنك الاطلاع على المهارات التي يطلبها أصحاب الأعمال على موقع مستقل والبدء بأحد تخصصات المجالات العامة التالية:

• تطوير الويب وتطبيقات الجوال وبرامج سطح المكتب: بما يتضمنه ذلك من تصميم المواقع والتطبيقات وتطوير المتاجر الإلكترونية وبرمجة ألعاب الهاتف وتطوير قواعد البيانات وغيرها.
• تقانة المعلومات وشبكات الحاسوب: مجال واسع يهتم ببناء الأنظمة وحماية الشبكات وتطوير تطبيقات أعمال واسعة الاستخدام.
• الذكاء الاصطناعي: تطوير البرمجيات لتحاكي الذكاء البشري للاعتماد عليها في تسريع إنجاز المهام اليومية، مثل: مساعد جوجل القادر على فهم أوامرك الصوتية وتنفيذها.
• تحليل البيانات: ويشمل عرض البيانات واستخلاص المعلومات المفيدة منها لدعم قرارات أصحاب الأعمال.
• الهندسة والعمارة: ومما تشتمل عليه: التصميم الداخلي والمعماري والديكور وتصميمات الثري دي وتصميم واجهات المباني.
• إنتاج الفيديوهات وتصميم الصور: ويضم تصميم الشعارات والإعلانات والبوسترات ومنشورات منصات التواصل الاجتماعي وإنتاج الفيديو وتحريره والتعليق الصوتي… إلخ.
• الكتابة والترجمة وتعليم اللغات: مثل كتابة المحتوى الإبداعي وكتابة السيناريو والمقالات والتدقيق اللغوي وترجمة الكتب والفيديو وتوطين اللغات.
• التسويق الإلكتروني وخدمة العملاء: مثل كتابة خطط التسويق والتسويق بالمحتوى وعبر السوشال ميديا ومحركات البحث والبريد الإلكتروني والهاتف وإعداد الحملات الإعلانية وإجراء دراسات السوق.
• الأعمال والاستشارات: تشمل خدمات المحاسبة وتقديم دراسات الجدوى والاستشارات المالية والقانونية وخطط الأعمال وصياغة العقود وتدريب الموظفين وتطوير مهاراتهم.
• الدعم والمساعدة: من مساعدة في حل الواجبات في التخصصات المعرفية المختلفة وإدخال البيانات وتقديم المساعدة الافتراضية.

في عصرنا، لن تجد منزلًا يخلو من الإنترنت والأجهزة الذكية، وعوضًا عن إهدار الوقت وتضييع العمر يمكنك تعلم مهارة تشكل لك مصدر دخل مستقبلًا، فقط فكر في المهارة القيمة التي تستطيع تقديمها لتستفيد من مزايا العمل الحر التي تروج نفسها بنفسها، فكونك مستقلًا ينفعك في:

• تنمية مهاراتك: بعكس الوظائف التقليدية التي قد يجبرك مديرك فيها على العمل في شيء لا تحبه أو ترى مستقبلك فيه، العمل الحر يعطيك متنفسًا لتحدد بنفسك ما تريد تقديمه من خدمات، وهذا ما يمنحك الصبر على شحذ مهاراتك وتوسيع خبراتك في مجالك.
• تحقيق دخل إضافي: المستقل يجني أرباحه عن كل مشروع يعمل عليه، وبهذا يستطيع في الشهر الواحد كسب أكثر مما يكسبه الموظف العادي حسب عدد المشروعات التي ينجزها وجودة التسعير فيها.
• التحكم بنمط حياتك: لا يفرض عليك العمل الحر الدوام في ساعات وأيام محددة بل يترك لك زمام تنظيم وقتك، ويعطيك المرونة في تغيير روتينك والتنقل وأخذ استراحة متى تشاء وتحديد وقت إجازتك دون انتظار الموافقة من مديرك وشرح أسبابك.
• توسيع دائرة علاقاتك المهنية: ستجد في سوق العمل الحر أنماطًا مختلفة من العملاء وزملاء التخصص، وهذا يعطيك فرص تعاون ثمينة إن عرفت كيف تستغلها جيدًا.

تأكد من امتلاكك لتلك المهارات، أو ابدأ في اكتسابها:

1. تفضيل الأعمال الإبداعية على الروتينية: كل عمل عبر الإنترنت يتطلب قدرًا من الإبداع، فلا وجود للمهام الروتينية التي تستدعي عمل الشيء نفسه يوميًا. لذلك قبل مزاولة العمل الحر فكر قليلًا، هل يمكنك إضافة شيء جديد إلى عملك؟ هل تشعر بالحماس كلما فكرت في المجال الذي ستمتهنه وتتزاحم الأفكار في رأسك للخروج أولًا؟ هل يمكنك الاستمرار في الأيام القادمة؟ إذا كانت إجابتك نعم فأنت في المكان المناسب.
2. تتطلع إلى تطوير نفسك باستمرار: التطوير يعني الخروج من منطقة الراحة، إذا اخترت العمل الحر فأنت تحكم على نفسك باستمرار التعلم، لأن مجال العمل الحر مملوء بالمنافسة ويحتاج الصبر والمثابرة على التعلم وإلا سيسبقك الآخرون.
3. لديك معرفة تقنية جيدة: بالنظر إلى أنك تستخدم الإنترنت للعمل، سيكون عليك معرفة الأدوات التي تسهل عملك والاطلاع على الجديد منها، فمن المهم لو كنت مصممًا أن تحترف العمل على برامج التصميم الشهيرة مثل Photoshop وIllustrator ولو كنت كاتبًا أن تعرف التعامل مع Google docs واستخدام تقنية RSS لرصد أحدث الأخبار والمقالات، وغيرها.
4. تحب المخاطرة: يحمل المستقل صفات رائد الأعمال، فهو يعمل لحسابه الخاص ويتحمل نتاج مشروعه ويحب المخاطرة. ويعني حب المخاطرة البُعد عن فكرة الأمان الوظيفي والسعي للتجربة والتعلم من أخطائك، ومع أن ذلك قد يكلفك بعض الوقت وربما المال لكنك بالاستمرار ستبدأ في بناء علامة تجارية شخصية ناجحة.
5. تُحسن إدارة وقتك: بمعنى أنه لديك الوعي الكافي بكيفية قضائك ليومك وتستطيع تحديد المهام التي تستنزف وقتك بوضوح، كذلك تعرف كيف تحدد أولوياتك وتبدأ بالأهم قبل المهم. قد يساعدك في هذا تتبع نشاطاتك في دفتر خاص لتعرف هل استثمرت يومك بما ينفعك أم لا.
6. تعرف كيف تحفز نفسك: العمل الحر رحلة جديدة تجهل منعطفاتها، وهذا ربما يجعلك هشًا تجاه أي كلمة سلبية توجه لك، فإذا كنت تعتمد على التحفيز الذاتي لن تحتاج لتلقي التشجيع من غيرك. وقد تواجه خلال عملك بعض العملاء الذين لا يثنون على عملك ولا يبدون أي رد فعل مهما كان احترافيًا لذا من الضروري أن تبقي روحك المعنوية عالية.

بعد أن تأكدت من حصولك على المهارات التي تؤهلك للعمل الحر حان الوقت لبدء العمل:

• اختر مجالًا تستطيع تقديمه عبر الإنترنت بكفاءة عالية، فكر في هواياتك والأشياء التي تستمتع بعملها أو تلك التي يطلب منك أصدقاؤك مساعدتك في إنجازها، المهم في هذه الخطوة تحليل السوق جيدًا وتقييم نقاط قوتك وضعفك لتعمل عليها.
• ابحث عن موارد تستقي منها المعرفة الجيدة عن مجالك ولا تنقطع عن التعلم والتدرب، وخلال هذا ابنِ معرض أعمال تطبق فيه ما تعلمته وحدثه باستمرار؛ يجعلك هذا تتعلم من المشكلات التي تواجهها ويصنع لك معرض أعمال جيد تبدأ به مسيرتك.
• قدم عروض عمل مقنعة للعملاء، ضع نفسك مكان صاحب المشروع وأجب عن هذه الأسئلة في عروضك: كيف يمكنك مساعدتي؟ كيف تكون خدمتك فريدة؟ ما الحلول التي تعرضها للمشكلة؟ هل لديك الأدوات اللازمة لتنفيذ المطلوب؟
• اعمل على بناء علاقات مهنية واسعة بإحاطة نفسك بمن يشاركك اهتماماتك ويهتم بما تقدمه، وغالبًا تجدهم في المجتمعات الخاصة بمجالك. تذكر أنك علامة تجارية متنقلة وتحتاج الزملاء في التسويق لك وبناء السمعة الحسنة.

تُعرّف منصات العمل الحر بأنها مساحات عمل وسيطة تجمع بين ، فتتيح للمستقل إنشاء حساب وإضافة محفظة أعمال، وتتيح لصاحب المشروع نشر فرص العمل والاختيار من بين العروض المقدمة وتوظيف المستقل المناسب.

تعد منصة مستقل أكبر منصة عمل حر في الوطن العربي، وتقدم للمستقلين مزايا مختلفة، منها أنها:

• تؤمن فرص عمل للجميع كونها تجذب شريحة كبيرة ومختلفة من أصحاب الأعمال.
• تسهل تنظم سير العمل بين المستقل وصاحب المشروع بتوفير خيارات متابعة وتواصل مختلفة.
• توفر فريق دعم يعمل على مدار الساعة للمساعدة وتقديم النصح والإجابة عن أي تساؤلات.
• تحفظ الحقوق لكل من المستقل وصاحب العمل وتحل أي خلاف قد يحدث بينهما.
• تمكنك من الاحتفاظ بالرصيد على الموقع وسحبه متى شئت.

تصفح المشاريع الجديدة في التصنيف الذي يمثل خبراتك واطلع على المهام والمهارات المطلوبة، بعدها قدّم عرضك على المشروع الذي ترى نفسك أهلًا له باتباع النصائح التالية:

• اكتب عرضًا تذكر فيه تفاصيل المشروع المطروحة وكيف بمهاراتك وخبراتك تستطيع إنجاز المطلوب.
• لا تتجاهل أي سؤال يطرحه صاحب المشروع بل أجب عنه بما يلائم سياق عرضك.
• تجنب كتابة عرض واحد ولصقه في جميع المشاريع التي تصادفها لأن هذا لا ينم على احتراف.
• تجنب أي أخطاء لغوية في كتابة عرضك، إذ لا مجال لحذف عرضك، وتستطيع تعديل العرض خلال 15 دقيقة فقط من إضافته.
• ارفع نماذج الأعمال السابقة والمشابهة لمتطلبات المشروع.
• حدد مدة التسليم المناسبة لتنجز المهام في الإطار الزمني للمشروع.
• أدخل الميزانية المناسبة لحجم المشروع ومدة إنجازه والجهد الذي يتطلبه.