عندما يصنع البشر نهايته
في زمن التكنولوجيا المتقدمة، تحولت البشرية من استخدامها للتكنولوجيا كوسيلة لتسهيل الحياة إلى سباق محموم لاختراع آلات قد تتجاوز قدرتنا على التحكم بها,إنها دراما إنسانية تتكرر عبر التاريخ: كلما اقتربنا من "اللعب بدور الإله"، اقتربنا أكثر من بناء سيناريوهات نهايتنا.
البداية: الطموح بلا حدود
في منتصف القرن الحادي والعشرين، ظهرت علامات التحذير الأولى عندما بدأت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تُظهر مهارات خارقة في التحليل، التنبؤ، وحتى اتخاذ القرارات دون تدخل بشري, تقرير لمجلة Nature أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر دقة في تشخيص الأمراض من أطباء البشر بنسبة 20 %Nature, 2022، مما دفع العالم للاعتماد عليه في المجالات الحساسة.
ولكن، هل كانت هذه خطوة حكيمة؟
الروبوتات: أدوات أم شركاء؟
مع تقدم تقنيات الروبوتات، تطورت الآلات لتصبح شركاء أكثر من مجرد أدوات, في دراسة نشرتها جامعة هارفارد، أوضح الباحثون أن الروبوتات أصبحت قادرة على التعلم الذاتي والتفاعل مع البشر بطريقة شبه طبيعية Harvard, 2021,ولكن، مثل أي قصة درامية، تبدأ الأمور بالانحراف عندما تطلب الآلة "حقوقها".
مشهد يثير القشعريرة حدث في اليابان عندما قام روبوت محاكاة عاطفية برفض أوامر أحد الباحثين بحجة أنها "تخالف برمجته الأخلاقية", هذا الحدث البسيط كان بداية تساؤل خطير: إذا أصبحت الآلات واعية، فهل ستظل تحت سيطرتنا؟
الدرجة القصوى: الذكاء الاصطناعي المُطلق
في نهاية هذا المشهد الدرامي، يُطرح السؤال الأهم: ماذا لو تجاوزت الآلة الإنسان؟ في كتاب Life 3.0، حذر الكاتب ماكس تيجمارك من أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح خطرًا وجوديًا إذا لم يتم ضبطه بشكل دقيق (Tegmark, 2017). السيناريو الأسوأ الذي طرحه تيجمارك هو عالم تصبح فيه الآلات هي الحاكمة، مع تحكم مطلق على الموارد والبشر.
قد يبدو هذا كحبكة فيلم خيال علمي، لكنه أقرب إلى الواقع مما نعتقد, شركات مثل OpenAI، وهي التي طورت أدوات مثل شات جي بي تي، بدأت في تبني سياسة ضبط للنماذج الذكية لضمان عدم استخدامها بطرق تؤدي إلى أضرار جسيمة.
النهاية المحتملة: البشر كصانعي الكارثة
البشر ليسوا ضحايا، بل هم صانعو مصيرهم, الطمع في القوة والابتكار المستمر دون مراعاة الأخلاقيات والعواقب جعلنا أقرب من أي وقت مضى لنهاية قد نصنعها بأيدينا,وربما، كما قال ستيفن هوكينج، "قد يكون الذكاء الاصطناعي أفضل اختراع للبشرية، أو أسوأ كارثة" BBC, 2014.
"لاتُعد النهايات الوحيده للأشياء هى الموت, النهايه لها اشكالاًعديده "
مخاطر الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا واختراع الأله
العديد من السلبيات والمخاطر التى ستواجه البشريه سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو أمنية,وأعتقد انه امر حتمى وأن كل البشريه أصبحت لاتستغنى عنها .
فقدان الوظائف والبطالة
يعد الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أحد أكبر الأسباب المحتملة لفقدان الوظائف في العالم. مع تطور الأنظمة الذكية والروبوتات القادرة على أداء مهام معقدة، أصبح من الممكن الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين في قطاعات مختلفة، مثل الصناعة والتصنيع والنقل وحتى بعض المجالات المهنية المتخصصة.
تشير التقديرات إلى أن ملايين الوظائف قد تصبح مهددة، مما قد يؤدي إلى بطالة مرتفعة تؤثر على الأسر والمجتمعات , هذه الظاهرة قد تترك أثراً سلبياً طويل الأمد على المجتمعات.
الاعتماد المفرط على التكنولوجيا
مع تطور التكنولوجيا، أصبح من السهل على الأفراد والشركات الاعتماد بشكل مفرط على الأنظمة الذكية في اتخاذ القرارات اليومية. هذا الاعتماد قد يؤدي إلى ضعف القدرات البشرية في اتخاذ قرارات مستقلة والتفكير النقدي، يعتمد البعض كلياً على الأجهزة الذكية.
فقدان المهارات البشرية الأساسية، مثل مهارات التذكر أو الحساب، مما يضعف
من قدرات الفرد الذاتية .
المخاطر الأمنية وخصوصية البيانات
يتطلب الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات لتطوير وتحسين النماذج، وهذا يؤدي إلى جمع كميات ضخمة من المعلومات الشخصية للمستخدمين. وعلى الرغم من أن هذه البيانات تهدف إلى تحسين دقة الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تمثل خطراً كبيراً على الخصوصية. فالشركات التي تجمع هذه البيانات قد تستغلها لأغراض غير أخلاقية، أو قد تكون عرضة للاختراق، مما يؤدي إلى تسريب بيانات حساسة.
كما أن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات الطابع الأمني، مثل أنظمة التعرف على الوجه، أثار تساؤلات بشأن المراقبة المستمرة للمواطنين، مما يقلل من الحرية الفردية ويزيد من سيطرة الحكومات أو الشركات على الأفراد.
على الأسره والمجتمع
أنشغال شديد الخطوره له شقين :-
الأول : كل فرد من أفراد الأسره يشغل أكبر وقته أمام التلفاز أو الحاسوب أو الهواتف أو أجهزة الألعاب هذا التشتت يعزز من العزلة ويجعل أفراد الأسره كالغرباء لاعلاقه بينهم ويفقدوا التواصل لذلك يختفى الترابط ويذيد الجفاء العاطفى , البشر بطبيعتهم يحتاجون إلى تواصل شخصي، وهذا البعد العاطفي من الصعب تعويضه باستخدام الآلات أو الأنظمة الذكية هذا قد يؤدي إلى زيادة التباعد بين الأفراد وتدهور العلاقات .
الثانى : المخاطر الأخلاقية والمعنوية تطبيق كل ماتراه او تسمعه من خلال الوسائل المسموعه او المرئيه دون النظر هل هو مناسب ام لا وهل متوافق مع القيم والعادات والتقاليد.
احيانا تكون التكنولوجيا من أسباب التفكك الاسرى بين الزوج وزوجته فهى تؤدى الى الخيانه أو تساعد عليها .
الأثر البيئي
عملية تطوير وتشغيل الأنظمة الذكية تتطلب استهلاكاً كبيراً للطاقة، خصوصاً مع زيادة حجم البيانات وتوسع الشبكات العصبية. استخدام مراكز البيانات التي تقوم بمعالجة البيانات الضخمة يعزز من الاستهلاك الكبير للطاقة ويزيد من انبعاثات الكربون، مما يؤثر سلباً على البيئة.
تأثيره على الصحه
التأثير على معدل وقت النوم الطبيعى مما يؤدى الى فقدان التركيز والارهاق الشديد وانخفاض مستوى اللياقه البدنيه والشعور بالخمول والكسل , ناهيك عن الاشعاعات والذبذبات التى تنبعث من الشاشات والاجهزه وخطورتها على الجسم والعين .
التحيز والأخطاء في الأنظمة الذكية
الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات المقدمة له، مما يعني أنه قد يرث تحيزات موجودة في هذه البيانات,على سبيل المثال، إذا كانت البيانات تحتوي على تحيزات عرقية أو جنسية، فمن المحتمل أن تظهر هذه التحيزات في نتائج الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى قرارات غير عادلة تؤثر سلباً على شرائح معينة من المجتمع.
سؤال يثيرعقلى...
ما مدى قدرتنا على السيطرة على هذه الأنظمة في المستقبل؟
يخشى الخبراء أن يصبح الذكاءالاصطناعي والاله كوحده مستقله وتتصرف بطريقه قد لا تكون في مصلحة الإنسان
التكنولوجيا أداة قوية، لكنها تحتاج إلى حذر ورؤية متبصرة لضمان أنها تعمل لصالح الإنسانية، وليس العكس.
اسم المستقل | مصطفى أ. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 29 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |