تفاصيل العمل

1- تأليف كتاب مشاكل النقل والمواصلات في المغرب والاندلس

ملخص الكتاب:

ارتبطت البلاد المغربية والأندلسية فيما بينها بشبكة جيدة من الطرق البرية خلال عصري المرابطين والموحدين، وكانت الطرق البرية الأندلسية أكثر تميزاً، فقد أنشئ معظمها في العصر الروماني وتم تمهيدها، وكذلك خلوها من الصحارى التي تفصل المدن عن بعضها، كل هذا جعل من الطرق البرية الأندلسية سهلة وجيدة، فكانت المدن قريبة من بعضها، والعكس كان في المغرب فالطرق البرية المغربية كثيرة المرتفعات، وتمتد بين صحارى جرداء واسعة، فكان العمران بها قليل ويضطر المسافر فيها أن يسير مسافات كبيرة دون أن يجد بها أنيساً.

وكان للأنهار دور كبير في حركة النقل الداخلي في المغرب والأندلس، ولكن الأندلس كان أكثر شهرة بها، لكثرة أنهاره الصالحة للملاحة، وقد ساعدت هذه الأنهار بدورها على ربط العديد من المدن الكبيرة ببعضها البعض، وبالتالي ازدياد الحركة التجارية بين هذه المدن.

وقد تأثرت الطرق التجارية البرية والبحرية في المغرب والأندلس بالعديد من الأخطار في البر والبحر، ففي البر كانت مشكلة قطاع الطرق والتي اشتهرت بها البلاد المغربية نظراً لتعرضها لحركة اجتياح كبيرة من قبائل بني هلال العربية، ولكن بلاد الأندلس تأثرت بعامل آخر وهو متاخمتها للمالك المسيحية فكانت المناطق الحدودية منها غير آمنة.

كما تأثرت الطرق أيضاً بعدة عوامل أخرى طبيعية وبشرية أما الطبيعية: فمنها السيول والأمطار وما أحدثته بالطرق البرية من تخريب وتدمير لاسيما وأن هذه الطرق كانت ترابية كما كانت السلع نفسها فى بعض الأحيان تتعرض للتلف بسبب الأمطار، هذا بالإضافة إلى وجود العديد من الأنهار التى كانت سبباً فى قطع الطرق، وفى أحيان كثيرة كانت تصاب السلع بالتلف أثناء عملية تعديتها على تلك الأنهار.

وقد لعبت الطبيعة الجغرافية دورها فى تعطيل حركة النقل أحياناً، حيث كانت الطرق المغربية بها الكثير من المرتفعات وتعرج بعض الطرق وضيقها.

أما العوامل البشرية فمنها قيام أصحاب المنازل والأراضي المجاورة للطرق بالتعدي عليها وذلك باقتطاع جزء منها أو بتعدية المياه خلالها، وبالتالي كانت هذه المياه سبباً فى كثرة الأوحال بها، كما كانوا يقومون أيضاً بحفر الآبار والمراحيض على جنبات الطرق، وفى حالات كثيرة كانوا يقومون برش الطرق بالماء بغرض التبريد أو التنظيف مما يؤدى إلى انزلاق المارين.

ومن المشكلات التى واجهت المسافرين فى الطرق البرية، وجود الحيوانات المفترسة كالأسود والحيات والعقارب، وقد اشتهرت بلاد المغرب بهذه الصفة أكثر من بلاد الأندلس، إضافة إلى ما سبق فقد يتعرض المسافر لنفاذ زاده وماله وضلاله للطريق؛ مما يودى به بالعديد من الأخطار.

ومن المشكلات التى واجهت المسافرين برياً مشكلة زيادة النفقات المالية، وكذلك مشكلات الدواب والحمالين من عطب للدواب أو فرارها وأيضاً ادعاء الحمالين ملكيتهم لما يحملونه، ومن هذه المشكلات أيضاً مشكلة العملات واللغة واختلافها من بلد إلى آخر، وتعرض التجار للظلم من قبل السلطات الحاكمة، ناهيك عن مشكلة غياب الأمن والأوبئة وفقدان بعض الأمتعة وتعرض السلع للتلف بسبب طول مدة السفر.

أما عن مشكلات النقل البحري، فيأتي على رأسها مشكلة القرصنة، وقد ازدادت هذه الأعمال بشكل ملحوظ في العصور الوسطى مما كان له أثره فى عرقلة حركة التجارة البحرية، وإنصافاً لا يحق لأحد أن يحمل الطرف الإسلامي القيام بهذه الأعمال ولكن الطرف المسيحي هو من يتحمل النصيب الأوفر منها وهذا ما أكدته الحوادث التى وقعت خلال فترة الدراسة، وأن ما قام به المسلمون – وهى حالات فردية – ما هي إلا رد فعل على تلك الهجمات.

ومن المخاطر البحرية أيضاً الرياح الشديدة وهياج البحر، ففى بعض الأحيان كانت الرياح سبباً فى عودة السفن إلى المواني التى أقلعت منها أو تعديها للميناء المقصود، مما يؤدى إلى حدوث بعض المشكلات بين المسافرين وأصحاب السفن حول أجرة الكراء، كما كان هياج البحر سبباً فى تلف السلع الموجودة على السفن، وكذلك إلقاء جزء منها فى البحر للتخفيف أملاً فى النجاة، بالإضافة إلى تعرض الكثير من السفن للغرق.

وقد أثرت هذه المشكلات على حركة النقل البرى والبحري، فقد أدت إلى تغيير بعض الطرق القديمة واستبدال الرحلات البحرية بدلاً من الرحلات البرية خلال فترة الغزو الهلالى لإفريقية، كما أثرت أيضاً على أسعار السلع التى كان يتحمل زيادتها فى أغلب الأحيان المستهلك العادي، لأن التجار يحاولون من خلال ذلك تعويض خسارتهم، ورغم كل هذا فلم تتسبب هذه المشكلات فى توقف حركة النقل نهائياً بل سارتا جنباً إلى جنب

وقد حاولت السلطات الحاكمة مواجهة تلك المشكلات برياً وبحرياً أما برياً: فكان هناك اتجاه عام لمواجهة قطاع الطرق وتأديبهم وتمهيد الطرق وحفر الآبار وإنشاء الجسور وتعمير المنازل الموجودة على الطرق، أما بحرياً فقد تصدت لحركة القرصنة بعقد العديد من الاتفاقيات التى من شأنها الحد من هذه الحركة، إضافة إلى الاهتمام بالأسطول وتحصين السواحل.

أما عن التجار والمسافرين فكانوا لا يسافرون إلا فى مجموعات مسلحة، واختيار الأوقات المناسبة للسفر خلال البحر، كما كانوا يقومون بسقي الدواب وحمل الأوعية المملوءة بالماء واصطحاب الأدلاء.

2- الكتابة باستخدام برنامج الوورد بشكل ابداعي وفي وقت قصير

ملفات مرفقة

بطاقة العمل

اسم المستقل احمد ر.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 10
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز