تفاصيل العمل

كنت رغيف خبز مسالم ، لم اؤذ أحدًا و لم اظلم أحدًا ، تم صنعي من ماء و دقيق و اشياء أخري ، أفقت طفلًا لم ينضج بعد ، تمر الساعة عليّ كما العام عند البشر ، انتظر دوري بشغف حتي اكبر و اصبح رغيف خبز له أهمية و قيمة و دور في الوطن ، كنت صغيرا من العجين لا افهم معني الحياة بعد ، الفرن ذلك الذي من المفترض أنه سيعلمني دروسًا عظمي ، انتظرت طويلا حتي ادخله ، و انضج و اصبح ذا قيمة حقيقية ، في خلال الثلاث ساعات قبل دخولي الفرن ، رأيت اشياء غريبه اربكتني ، رغيف اخر يإن من فرط الالم بما فعل به البشر من عجن ، و اخر يبكي وجعًا بعد اول خمس دقائق من دخول الفرن ، و اخر يتلوي حزنًا علي موت ابنه صغيرا محروقا لعدم تحمل لهيب الفرن ، و اخر خرج من الفرن نصفه عجين و النصف الآخر محروق ، و اخر خرج ناضجًا لكنه كان يبكي ، و اخر لم يخرج ... وقع أسفل الفرن ، ربما يخرجه أحد يوما ما ،

ها هي امي بجانبي ، إنها ناضجة و ذات أهمية ، لكنها تبدو حزينة .. لا بأس سأعرف سبب كل ما يحدث قريبا ، يا إلهي حان دوري اخيرا ،

أشعر بالقلق إن المرحلة الجادة من حياتي بدأت ، ها هو البشري يلتقطني و يضعني علي الطبق ، اظن ان هذا الطبق يبدو لي جميلا ! .. لا ! ماذا ! ماذا يحدث ؟!

بدأت بالسعال ... لقد أوقع عليّ بعض الردة .. لا بأس ليست سيئة ، القادم قد يكون افضل .. دخلت الفرن .. استكشف المكان .. إنه هاديء و دافيء و ، البداية جيدة ، لكن ما هذا ، بدأت الفوضي .. الكثير من الخبز دخل معي ، و علي وجوههم نفس الفضول الذي بدي علي وجهي ، لا تقلقوا يا رفاق ، تذكروا سنصبح بعد هذا ناضجين .. لم يرد أحد ، لقد كانوا يتأملون الفرن ، قطعت احلام اليقظة خاصتي تلك الحرارة التي بدأت تعلو تدريجيا ، يبدو أن الأمر سيزداد سوء لا اكثر ، شعرت بالألم و رغبت في البكاء ، لكني قوي و اريد أن انضج ، سأتحمل .. لكن الحرارة تزداد و الألم كذلك ، لا لن استسلم ، آه جلدي يحترق ! و .. انا انضج ! هذا ما أردت ! لما انا اتلوي ألما الان ؟ هذا ما أردت !

لا أريد .. لا اريد اكمال هذا ! الأمر أصبح سيئا ! اريد أن أعود طفلا ، اعيدوني طفلا ! لا أريد أن اشهد هذا الألم ! اريد أنا أعيش في سلام .. لا احد يسمعني ، لا احد يكترث ، لقد نضجت ، لقد فهمت كل شيء الان

العجوز الذي خرج حزينا ، الاب الذي بكي علي حرق ابنه ، الرغيف الذي سقط أسفل الفرن و لم يره أحد ، و هذا الأخير أدركت أنه استسلم فأنتحر ، و امي .. فهمت لما كانت حزينة ، الأمر ليس سهلا ، تعطينا الحياة فكرة جيدة عنها في البداية ثم تخذلنا فيما بعد ، ترينا أن الأمور بدأت في التعقيد و لا نصدق ، ننضج ، نعم ننضج ، لكن الثمن غالٍ جدا !

لقد نضجت و خرجت من الفرن ، و ابشع علامات النضج ظاهرة علي وجهي ، وضعني أحد البشر علي رف عتيق مع آخرين تعساء مثلي ، ثم أحضر العسل و المربي ، كنت لذيذًا فألتهمني بالمربي ، نعم لي الاجمل لأني صبرت و تحملت فكانت نهايتي جميلة ، أما صديقي الرغيف التعيس بجانبي ألتهمه بشيء آخر مذاقه مر ، لا اعرف اسمًا له لكن شكله لا يروق لي ، و لا يروق لأي رغيف اخر ، و مات و فني صديقي حزينا ، و انا شعرت بالنصر ، صبرت و تحملت و تعبت و صرت ذا قيمة يتمناني الجميع

_ تدرك فجأة أن تعلم أي شيء له ثمن عظيم في هذه الحياة ، هي لا ترحم أحدًا ، و ليست كريمة فتعطي دروسا مجانية ، و تدرك في النهاية ، أن كونك طفل لا يعاني و لا يتألم لم يكن سيئا كما اعتقدت .

بطاقة العمل

اسم المستقل روان ص.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 239
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز

المهارات المستخدمة