الهوية الأمازيغية في شمال إفريقيا

"الأمازيغية" كلغة وهوية لها جذور تاريخية عريقة جدا . لكنها لم تسلم من محاولات إنهائها عن طريق وضع خطط مدروسة أو ما يسمى ب "ظاهرة الاستعراب" .

_فما هو تاريخ هذه الهوية ؟ وما المقصود بظاهرة الاستعراب ؟

الأمازيغ هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا

وأيضا يعتبرون من أقدم الأعراق البشرية .

تمتد جغرافية الأمازيغ من واحة سنوة المصرية شرقا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، يعيش معظم الأمازيغ الناطقين باللغة الأمازيغية في المغرب والجزائر وليبيا وتونس وشمال مالي وشمال النيجر وبعض المجموعات الصغيرة من الناطقين بهذه اللغة في موريتانيا وبوركينافاسو ومدينة سنوة بمصر .

ولكن للأسف لا يمكن تتبع تاريخ الأمازيغ كدولة بل كقبائل وهذا راجع لحكم الغزاة الذين احتلوا اراضي الأمازيغ.

والأمازيغية كهوية فلها تاريخها الخاص و لغتها (التيفيناغ) والتي حافظت على ابجديتها منذ البدء على عكس الشعوب الأخرى التي فقدت ابجدياتها التقليدية مع مد اللغات والتيفيناغ هي أبجدية لم تكن تطويرا لأي نظام أبجدي آخر ويعود تاريخ التيفيناغ لأكثر من 5000 سنة ، كما أن للأمازيغية علمها الخاص وهو علم ثقافي يوحد أمازيغ العالم ، ويرمز إلى أرضنا نحن الأمازيغ "تامازغا" والذي إعتمده الكنكروس العالمي الأمازيغي سنة 1998، في اجتماع تم عقده في جزر الكناري ، وهو عبارة عن ثلاثة ألوان ، اللون الأزرق؛ يرمز إلى البحر (الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ) ، واللون الأخضر؛ الذي يرمز للطبيعة وجغرافية شمال أفريقيا , بالأضافة إلى اللون الأصفر ؛والذي يرمز للصحراء الكبرى ، ويتوسط هذا العلم حرف الزاي وهو رمز الهوية الأمازيغية باللون الأحمر الذي يدل على المقاومة .

ولكن رغم كل هذا لم يعطى للأمازيغية حقها كلغة وهوية ، فبالرغم من أن الأمازيغية أصبحت لغة رسمية لبعض بلدان شمال إفريقيا إلى جانب العربية الا انه لا شيء يطبق على أرض الواقع ففي المؤسسات العامة مثلا لا يحق لك التحدث بالأمازيغية ، والسنة الأمازيغية لم تعين بعد كعطلة رسمية في دول شمال أفريقيا رغم أنها تدرس في بعض المدارس لكن بشكل مهمش جدا .

ولكن منذ فترة الاستعمار ظهر ما يسمى ب "إستعراب الأمازيغ" أي أنه يتم نسب الأمازيغ إلى العرب ،بحيث يضرب بالتاريخ العريق الذي ذكرناه سلفا عرض الحائط ، كما أن مجموعة من الفئات المجتمعية لا تعترف بالأمازيغية كهوية وتستخدم الاسلام كذريعة ، و من البديهي أن لهؤلاء الأشخاص أهداف يسعون لبلوغها ، و هدفهم الاسمى هو القضاء عن هذه الهوية .

و واقعنا اليوم يشير إلى نجاح جزء من هذه الخطة، بحيث تم إستعراب مجموعة من المناطق والقبائل التي كانت أمازيغية الاصل ، كما أننا نجد أمازيغ غير مدركين بأصلهم ولا هويتهم ، بسبب الأفكار التي تم زرعها في عقولهم منذ صغرهم وبالأخص في المدرسة ، بحيث يدرس التلميذ جميع اللغات باستثناء لغته الأم .