مقال: تداعيات الأزمة الأوكرانية على العملات الرقمية.

تفاصيل العمل

منذ أيام قليلة، لاحظ معظم المتداولين على منصات العملات الرقمية أن منحنى معظمها متجه نحو الأسفل، إذ انتقلت على سبيل المثال قيمة البيتكوين من 69 ألف دولار في أوائل شهر نوفمبر الماضي (2021) لتصل نحو 34 ألف دولار أمريكي، محطمة بذلك رقما قياسيا بفقدانها لأكثر من نصف قيمتها، وهو ما كبَّد المتداولين والمخزنين للعملات الرقيمة خسائر كبيرة.

بالعودة إلى القضايا الراهنة، المتمثلة خاصة في ارتفاع الأسعار بسبب جائحة كورونا التي أضحت تداعياتها المتأخرة تظهر على الإقتصاد العالمي، يمكن لمحللي الأسواق المالية أن يجدوا جوابا لعدد كبير من أسئلتهم حول تقلب الأسعار الشديد، خاصة قيمة المواد الأساسية التي تؤثر سلبا على قطاع الخدمات والأسواق المالية وعلى رأسها العملات المشفرة.

نأتي اليوم إلى قضية جديدة، أخذ على إثرها الاقتصاد العالمي منعطفا جديدا، يتعلق الأمر بالحرب الروسية على أوكرانيا. ونحن في تاريخ الثاني من شهر مارس من العام 2022، نعيش اليوم الثامن للحرب الطاحنة على سكان أوكرانيا. فترة يمر خلالها العالم بكثير من الشك وانعدام الاستقرار في كل القطاعات، وذلك بسبب العقوبات المفروضة على روسيا من طرف الغرب، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ حربا اقتصادية موازية للحرب العسكرية في كل القطاعات، خاصة الخدماتية مثل السفر، التكنولوجيا المعلوماتية والتسويق...

ولربط هذا الحدث بما يحدث في أوكرانيا، فيمكن العزف على وترين دون حصرهما.

يتمثل الوتر الأول والمباشر في حجم العملات المروجة في الاتحاد السوفياتي السابق، وهو ما يؤكده انخفاض قيمة البيتكوين في نوفمبر الماضي إثر إصدار قانون يحظر العملات المشفرة اللامركزية بروسيا. وهو ما يبين أن الروس أو بشكل عام الكيانات المتواجدة بروسيا تستحوذ على كمية مهمة من العملات المشفرة. وما يؤكد هذا الطرح هو صدور أخبار حول إمكانية بوتين من التنصل من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب إجتياح أوكرانيا باعتماد العملات المشفرة لإخفاء الأموال ومنع الحجز عليها.

هذا، ويتمثل الوتر الثاني في العقوبات الإقتصادية على الشركات الكبرى الروسية، وتوقف أنشطة شركات غربية في روسيا، ما سيؤثر بدون شك على إقتصادها، وبالتالي على الإقتصاد العالمي، وهو تأثير غير مباشر على العملات المشفرة لأن معظمها يعتمد على مشاريع ستتأثر أيضا بتأثر الإقتصاد العالمي.

إذا ما تحدثنا عن هذه الحرب، وربطناها بمجال التداول بالعملات الرقمية، فهذا لسبب وجيه، وهو تقديم إنذار مبكر للمتداولين وإعطائهم نبذة عما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة، وعلى إثر هذا، فلابد من حلول يمكنها التخفيف من حدة المخاطرة، وهو ماسنتطرق إليه في حديث آخر. يتبع...

بطاقة العمل

اسم المستقل محمد ا.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 40
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز