مناقشة لفيلم Bir box..
التعليق على تقريبا ١٠ دقايق أولى فقط.. وبدون حرق للأحداث..
الفيلم Bir box
عرض: 2018
أمريكي من إنتاج نتفليكس
تصنيف: دراما، رعب، خيال علمي، إثارة وغموض..
إنتحار جماعي - ومحاولات شرسة للنجاة
مقتبس عن رواية ...
بطولة: ساندرا بولوك
اخراج: سوزان بيير
يبدء الفيلم بصوت صادر عن جهاز إشارة، ربما مذياع أو لا سلكي..
"لدينا مكان مجمع..
مجتمع ..
المكان آمن هنا....
أسرع وسيلة للوصول الى هنا مجرى النهر.."
بتلك الجمل فى خلفية مشهد تشكيلي، لغابات هائلة وغيوم ومجرى نهر مجهول.. بدء هذا العمل، ربما ليخفف بذلك الجمال، وقع ما سيُرى فيما بعد..
إنها نهاية العالم، هكذا تبدو - كما ذُكرت على لسان الشخصيات- للمشاهد منذ تتابع حواداث الانتحار الجماعي والأحداث المروعة بسبب مخلوقات غير معروفة لنا..
وربما تختلف الرؤى بحسب اعتقاد كل فرد منا..
فى مواجهة الكاميرا تبدء وصايا - لرحلة مبهم لنا سببها بشكل آمر - على لسان بطلة الفيلم سندرا بولوك، والتى تلونت ملامح وجهها بين الخوف والحب والألم والتحذير الأمر، ثم تعلم أنها تتحدث مع فتى وفتاة صغار للغاية، عن رحلة طويلة فى النهر ، لينتقل انطباعها لك فى الحال بأنهم فى مشكلة كبيره، يبدؤن بلم الأغراض الهامة للرحلة، ثُم تُخرج السيدة ثلاثة من الطير من داخل قفصهم، وتضعهم بعلبة كرتون صغيرة، وللطيور المستأنسة هنا سبب هام، أفتعله صناع العمل، ألا وهو تنبيههم باقتراب المخلوقات الغريبة..
أهم الوصاية المُلقنة هنا للفتى والفتاة الصغار ( لا تتحدثوا ونحن بالنهر، استمعوا قدر المستطاع، لا يمكن خلع عصابة العين أبدا حتى نصل).
في رأيي الخاص، ومحاولات لرؤية ما وراء الأستخدام الدرامي...
العصابه هنا رمزية للطاعة العمياء... رحلة النهر هى الحياة، والتى توجب تكبد عنائها، وعدم الإلتفات للغواية - والتي هي المخلوقات الغريبة المختفية عنا جميعاً، كمشاهدين وحتى عن ابطال العمل- أو الإنصياع للرغبات، او حتى الوقوع فى شباك الخوف..
ومن يقع في شباك يراها الغواية يموت على الفور.
تبدء رحلةالنهر، ومن ثم يعود بنا الفيلم قبل رحلة النهر بخمسة أعوام، لحوار بين أختين احداهن حُبلى - هى ذاتها سندرا بولوك - تتحدثان عن خبر يذاع على الشاشات (مفاده شىء غامض يقضى على معظم الناس بأوروبا بإنتحار جماعى غير مبرر)..
ثم يكملان حديثهن عن:
الوحده/ الرفقة/ العزلة/ المعاناه/ التواصل/الحياة/ الإختلاف... ثم الأطفال وما يحملونه من اسباب للسعادة..
بعد ذلك يبدء التتابع المروع للأحداث، فى رحلة اخرى من شطحات بعيدة للمؤلف والمخرج، رغم خياليتها، لكنها مدروسة تماما في نظري، ورمزياتها توضع أمام عينك على ذات الخط الدامي، بناءً على الأحداث التي تطل علينا، كأنها نهاية العالم او ربما بدايته..
فى نظرى يتساءل الفيلم برمزياته التى لا حصر لها.. سؤال رمزى: متى يتحرر الطير من صندوقه؟!!
بالفيلم دمجا مميزا بين كثير من الحكايات التى تحكى لنا جميعا، على إختلاف ما يؤمن به كل منا، ليسرد لنا ذات الحكاية بشكل مختلف..
ليجعل فى نهايته التى هى بداية فى ذاتها، تساؤلات كثيرة تسير بداخلك، بحرية شديدة حسب ما تلقيته منه، ومستوى ما أتاك من رسائل فالمشاهده.
الفيلم يتطلب مشاهدة هادئة وفحص جاد، لكى ترى مالم يراه المشاهد العابر..
فالأخير يشير الفيلم إلى رمزيات كثيرة منها:
اتقى الغواية لتصل إلى منالك..
الشجرة المحرمة..
النظرة المميتة..
الشيطان ولحظة الميلاد..
الفداء والمخلص..
تحكم برغباتك ولا تستسلم لمخاوفك..
.
.
الرموز كثيرة الغايه..
الفيلم جيد جدا بنظري يستحق المشاهدة..