قصة قصيرة "غابة الزنا" - لاعبي الورق - من تأليفي

تفاصيل العمل

قصة قصيرة غابة الزنا -لاعبي الورق-

أنا لم أعد أتحمل تلك الأمور، أحدهم قال لي مُنذ زمن بعيد وهو يكسر إبهامي... مصدر رزقي..

- أنت عبدي المطيع أينما شئت سأجرك، مادمت أطعمك السم الذي يملأ جوفك.

وقتها لصغر سني طبقت كرامتي كورقات اللعب ووضعتها خلفي، وظللت أبكي لأنني الأضعف، أيضًا لم أكن لأقايض كرامتي المصون، بالطعام الموضوع بين يدي، هذا السيد، حينها لم أعيره إنتباهاً رغم أنه أعاقني طيلة حياتي، ظل يُطعمني حينها في مقابل عملي في خدمته الشخصية..

أما الأن حين وقف أمامي صاحب الحانة يأمرني أن أطيعه مجبراً، لأنه يرى في نفسه الأقوى والأحرف...هاهاهو... قتلته.

نعم لا عجب في ذلك أيها القاريء النائم، في الواقع انني بمجرد أن وصلني كلامه، لامس في لا وعيي تلك الذكرى السابقة الذكر، ولأنني لاعب ورق محترف وهو أيضًا كذلك، قايضته على رهان بالورق الذي بين يدي، على أن يفعل الفائز ما يحلوا له، أعطيته ورقة بين يديه، بعد أن أطلعته عليها منذ لحظة واحدة وأمام الجميع، ثُم لملمت بقية الورق بأسرع مما تتخيل ياصديقي الطيب، وألقيته لأعلى كما ترُمى النُقوط على الراقصات، فكان رده وبكل ثقة:-

الشايب..

فقلت له ساخراً:- هل شِاب شعرك ومازلت تصدق أنك لن تخدع يا لاعب الورق المخضرم..

نظر لصورة البنت في يده مندهشًا، فباغته بمطوتي في رقبته، وأنا أردد على لساني تكرارًا "هذا هو ما يحلو لي يا غابة الزنا" ثم أنغمست في وصلة هيستيرية من الضحك..

----------

اللوحة واحدة من لوحات "لاعبي الورق" (1894–1895) باريس.. واحدة منهم بيعت كثالث أغلى لوحة فالعالم

للرسام: بول سيزان (1839–1906)

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
57
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات