قصة قصيرة للاطفال "لا بأس فالبساطة تميز"

تفاصيل العمل

نموذج لقصة لفائدة مؤسسة تعليمية لتقديم ٥٠ قصة للأطفال وكان مشروعا سعوديا تحت عنوان

Talentx's Reports project (kids

"لا بأس فالبساطة أحيانا تميز

في المنزل، جلست ربى وهي تشعر بالغضب، لمحت والدتها أعينها المنتفختين، وضعت والدتها التحلية وهي تنظر لها:

-عشاءك في الميكرويف..

سكتت ربى دون أن تنطق أي كلمة، تنهدت والدتها وهي تعرف أن بها أمرا ما، تناولت أمها الطعام:

-ما بك ربى؟

تنهدت ربى:

-أنا أشعر بنقص كبير

-لماذا؟

رفعت ربى عينها:

-العديد من رفاقي لهم حديث مبتكر ومبدع، عكسي أنا، أشعر أن مفرداتي بسيطة إلى حد الإحراج، هناك بين رفاقي الأكاديمي الرسمي، وهناك الفصيح الذي لديه عبارات مميزة

وضعت والدتها الملعقة:

-وأنت؟

زفرت ربى بضيق:

-أنا تلك البسيطة، التي لا تستطيع أن تخترع ما هو أفضل

-وهل هذا عيب؟

-بل عين العيب، تخيلي كيف أشعر

أمسكت والدتها يدها وهي تنظر بحنية:

-مشكلتك أنك لا ترين تميزك، بل ترين أن الآخرين متميزين عليك

رفعت ربى حاجبيها غير مصدقة، فأكملت والدتها:

-الآخرين وبسبب كلماتهم قد يجد الجميع كلامهم صعبا، وقد يبتعدون عنهم، هل شعرت من هذا من قبل؟

فكرت ربى:

-على العكس، أنا أستطيع التواصل مع الجميع، حتى أن دائرتي الاجتماعية موسعة، وأحب أن أعرف الآخرين إلي.

سألتها والدتها:

-ماذا أيضا؟

فكرت ربى:

-لا أعرف، أنا أنتبه على أي شخص، خاصة أثناء حديثه، حين يود أحدهم أن يجد كلمة مناسبة أثناء حديثه، أو أحدهم حين يستخدم عبارة يفوق مستواها من يسمعه، مثل صديقتي، لهذا أردت أن أكون مثلها

ابتسمت والدتها:

-على العكس يا صغيرة، فأنت بهذا تبحثين عن التبسيط بدل التعقيد، هذا أفضل، هناك أشخاص على الرغم من محصلتهم اللغوية الغنية مثلا أكاديميا، ورغم ذلك لا يستخدمونها، لأنهم اجتماعيون، ويحبون أن يفهمهم الجميع، يفهمهم الصغير والكبير

تنهدت ربى بارتياح:

-لم أفكر هكذا من قبل

ابتسمت والدة ربى:

-يمكنك أن تقومي بوضع مفكرة، دوني فيها الكلمات الجديدة، شرط أن تستخدميها في الوقت المناسب، ولا بأس بالاطلاع على المواضيع الجديدة، كي تستطيعي أن تكتبي أيضا بأسلوبك، مثلا اطرحي آرائك في مدونة لمن هم في سنك، هذا سيجعلك تستفيدين

ضحكت ربى:

-هذا رائع، وبهذا أستطيع أن أتواصل مع كل الاهتمامات

-بالضبط

وقفت ربى وهي سعيدة، حضنت والدتها:

-شكرا لك ماما، رفعت معنوياتي جدا

ربتت الأم على ظهر ابنتها:

-على العكس، أنت بالأصل مميزة، لكنك تناسيت ذلك..

ما إن صعدت ربى الدرج لأجل أن تذهب لغرفتها للمذاكرة، أخبرتها والدتها بحكمة:

-عزيزتي، لا تنسي.. فالبساطة أحيانا تميز

..

بطاقة العمل

اسم المستقل Afaf M.
عدد الإعجابات 4
عدد المشاهدات 292
تاريخ الإضافة