تفاصيل العمل

متشرد أم خريج جامعة؟

إن الدراسة بالجامعة لمرحلة مختلفة و محددة لعدة مسارات في حياة الطالب، فهذا الطالب الجديد يدخل ساحة الجامعة وهو منبهر بصور لم يسبق ان شاهدها في المرحلة الثانوية، مثل ذاك الشابٌ في يده قلم وبضع أوراق يتجول في فضاء الجامعة و في يده سيجارة، أو فتاة تقبل شاب في فضاء الجامعة فيقولون هي عشيقته رغم انبهار الطالب الجديد إلى أن غير الجدد يبدون عاديون بعدم ظهور اي ملامح استغراب عن الموقف.

فأفكار الطلاب في الجامعة ترسمها صور متكررة ، ولعل القليلون هم من يدخلون الجامعة و يخرجون بطابع أكاديمي، فطباع الطلاب تتغير بحضورهم في الفضاء الجامعي، إن الجامعات المغربية اليوم ليست بتلك الصورة التي يرسمها الإعلام ، بل هو فضاء عشوائي فيه من الانحلال الاخلاقي أكثر من أي أماكن أخرى!

إن التركيز على حوارات الطلاب في الصف أو في المقهى أو حتى في المنزل، كفيل بجعلنا ندرك نوع الطالب الذي يدرس بالجامعة اليوم .

يمكن لأي شخص الدخول للجامعة على أساس أنه طالب فيها، إنه فضاء مفتوح وزيادة، فيه من التخبط الكثير !

أين يذهب المتخرج بدبلوم التخرج هذا؟

إن الوضائف في المغرب محدودة لذا فآلاف المتخرجين يتنافسون على مقاعد قليلة جداً!

فأين أذهب انا المتخرج الجديد بعد فشلي في الالتحاق بالوظيفة العمومية؟

إن هذا الموقف هو الوحيد الذي يوضح لعبة السجن الوظيفي، و كذبة "الدراسة النظرية".

إن متشرد الجامعة اليوم بعد تشرده سيلجأ لعمل لا علاقة له بالعشرين سنة التي قضاها في الدراسة، حيث كان من الممكن أن يشتغل كحلاق في عمر الثامن عشر بدلا من الالتحاق بالجامعة و تضييع سنين من عمره.

لعل هذا هو أكبر مظهر للاستسلام فذاك الذي يدعي أنه مقاتل في حلبة الحياة، وضع السنين التي قضاها في المدرسة جانبا، و انهمك بحلاقة الرؤوس أو بيع الأحذية على الرصيف! هذا ليس استهتار بعمل معين بل نقد لتفكير الطالب الجامعي اليوم بعد تشرده.

بطاقة العمل

اسم المستقل Jamal B.
عدد الإعجابات 2
عدد المشاهدات 328
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز