"درب النحاسين" بقلم :الكاتبة أميرة بركة

تفاصيل العمل

جاء لى صوت المعلق على الفيلم التسجيلى “درب النحاسين” كهبوب نسمة حلوة فى نهار الصيف كعطر شفى روحى، وجدد دمائي تسلل الصوت لقلبى آتى لى بذكرى من الزمن الحبيب شاهدت بالصدفة الفيلم التسجيلي القديم “درب النحاسين “والهاوين للتراث يعرفون جيداأنه من سلسلة الأفلام التسجيلية والتى كان ينتجها التليفزيون المصرى فى الثمانينات من هذا القرن أعادنى الفيلم والموسيقى التصويرية والتى أعتقد أنها معتمدة على آلة القانون فقط ممزوجة بأصوات أشجاننا أرجعنى طفلة على سطوح جدي بفستان قصير وشعر مسدول طويل ذهبى بلون الذكرى بقلبي ومابين صوته الرخيم العاشق التفاصيل ودقات قلبى العالية عشت تلك الدقائق مدة عرض الفيلم على” شاشة ماسبيرو زمان”كان يروى حكايات الشوارع والحوارى وتراثنا الجميل الذى أهواه طار بى حيث طفولتى لمة حلوة فوق سطوح جدى و أطفال العائلة أولاد خالى وبنات خالتى والشمس الذهبية ورائحة طبخ جدتى وعطرها وأناقتها ووقار جدى هناك فوق سطوح جدى تشكلت روحى وأكتملت الموهبة بداخلى فرحت بالحياة فى الحارة الشعبية المصرية الصميمة ورائحة الفول والطعمية والكشرى وأفران العيش هناك إستمعت لأصوات الحياة والشوارع والناس والأفراح والباعة الجائلين وأصوات الجوامع وصورة المآذن الشامخة تعانق السماءوأسطح البيوت وأعشاش الطيور فى تناغم غريب وأصوات الموسيقى والديوك والعصافير وردة والبرنامج العام وإلى ربات البيوت وإيناس جوهر وحكايات أبلة فضيلةوعدوية والشيخ الطبلاوى ونصر الدين طوبار أصوات نسجت مع روحى كخيوط التريكو متشابكة متداخلة متناغمة مع روحى إنها الحارة الشعبية التى أشعلت فى طفولتى الخيال والفن وأشعر بالفخر لأننى كنت جزء من هذا النسيج الرائع فأشعر أن بداخلى قطعة من الحارة الشعبية بداخلى بنت البلد الصميمة وبداخلى صدى ورائحة الحواري المصرية باب اللوق وشبرا وباب الخلق باب الشعرية كلها أماكن تسري فى دمائي وعندما تتوق روحى وتهفو لأيام طفولتى أطير فورا للحسين وخان الخليلى وشارع الأزهر والتربيعة ودرب البرابرة أتجول فى الشوارع تشرب روحى العطشانة للتراث من وجوه الباعة الطيبين والبيوت الطيبة وكأنى أسير داخل لوحة لأحد المستشرقين عن الحارة المصرية والشوارع القديمة الحوارى تبدو فى عيونى لوحة بديعة ما أروع الطفولة والذكريات والشوارع والحارات والعبق والنسيم ذلك الصندوق المخملى الذى إختبئ بالعمر والقلب.

بطاقة العمل

اسم المستقل خبر م.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 185
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز