لا أطيق فكرة البعد ولا أتحملها مهما كان شكل البعد ومهما كانت أسبابه، فأنا لا أتخيل أن تجمعني بشخص أحاديث و ذكريات وربما أسرار ثم فجأة ينتهي كل هذا كأن شيئاً لم يكن. فبعد وفاة و إبتاعد الكثير ممن أحببتهم أصبح قلبي ينتفض رعباً من فكرة الفراق. أصبحت أتعلق بأبسط الأشياء و أخشي فراقها، ولربما وصل بي الأمر أنني أخشى على قططي إن مرض أحدهم خوفاً من أن يموت بعد أن تعلقت به!
ولكن عندما يجتمع النقيضين في قلب واحد فهنا يكون العَجَب! فكما أنني أصبحتُ أخشى فكرة البعد عندما يكون خارج إرادة الطرفين إلا أنني أصبحتُ أستغني برمشة عين عن كل من لا يريدني و عن كل من أختار الإبتعاد بكامل إرادته وإن رأيت أحدهم يحاول جاهدا ان يثنيني عن طريقه فأنا أوفر عليه عناء المجاهدة و أغادر كما أنني لم أكن يوما في حياته. و لربما كان من أعظم إنتصاراتي مؤخراً أنني إستغنيت و ببساطة عن تعلق دام لأكثر من أحد عشر عاما، فوفاة أبي بقدر ما كانت أقسى تجربة مررت بها إلا أنها علمتني أهم درس تعلمته في حياتي ألا وهو الإستغناء و أصبحت أقول لنفسي كلما ابتعد أحدهم " فليذهب من يشاء حيث شاء فهو ليس أغلى من أبي الذي ذهب"
اسم المستقل | Somaya A. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 52 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |