كان في حيّنا الذي نسكن فيه متجر للحيوانات الأليفة كنت أمر به يوميا في ذهابي و إيابي وذات يوم رأيت في المتجر قطة حسناء ذات أعين خلابة و فروة أنيقة جذابة أعجبتني عيناها جدا .. حقا سحرتني بلون عيناها و كنت دوما أسمع الناس يتحاكون عنها و عن أناقة فروتها و دلال مشيتها فأغرمت بها أكثر و كنت في ذهابي و إيابي أنظر إليها في المتجر ولكن مجرد النظر إليها لم يكن كافيا بالنسبة لي كنت أريد أن اقترب منها و ألاطفها ولكني عندما كنت اقرر أن أذهب إليها كان دائما ما يمنعني عنها مانع! إما أن أكون متأخرة ولا وقت لدي و يجب أن اسير بسرعة و إما أن تأتي سيارة كبيرة تقف أمام المتجر وتمنعني عنها .. المهم أنه وبشكل قدري غريب عندما كنت أحاول الإقتراب منها كانت تتجمع كل الظروف و تحول بيني و بينها. إلى أن جاء اليوم الذي لم أتوقعه و قرر صاحب المتجر أن يأخذ هريراته و ينتقل من حينا إلى حيث لا أعلم و عندما عدت من مدرستي وجدت المتجر مغلق وعلمت أن صاحب المتجر ترك الحي وذهب. حزنت كما لم أحزن قط ولم يداوي حزني شئ . ظللت في حزني كثيرا ربما شهور، حينها كان الله يبعث لي مرارا إشارات قدرية أن القطة ليست لي لكنني كنت أتجاهلها، ربما كان من أقوى تلك الاشارات هي أنه في يوم من الأيام إنطفئ عامود الكهرباء المجاور لمتجر القطط و أصبحت المنطقة أمامه حالكة السواد .. سبحانك اللهم! كان الله يمنعني من أن أرى المتجر حتى وهو مغلق! لكني لضعف بصيرتي كنت اتجاهل تلك الإشارة و غيرها الكثير. إلى أن جاء يوم و علمت أن القطة الجميلة التي أحببتها ابتاعتها فتاة غيري ولكن الفتاة اكتشفت أن القطة مصابة بالسعار!! رباااه! أهذا يعني أنني إن كنت قد امتلكتها كانت ستؤذيني؟!
مرت الأيام و ربما الاعوام ولم أنسى القطة ولا حبي لها أعلم أنها لم تكن مناسبة لي وكانت ستؤذيني لكنني أحببتها ليس لي حيلة في قلبي الذي لا أملكه! كان قلبي دوما يبحث عن أي حيوان أليف آخر أصب عليه محبتي بدلا من القطة! وفي يوم من الأيام كنت اتنزه في حديقة مع صديقة طفولتي ورأيت شيئا يتلون كلما ذهب إلى مكان .. كان هذا الشئ إذا وقف بجوار الزهور تلون بألوان مبهجة و إذا سار على الرمال الساخنة أصبح لونه يوهج كالنار كأنما هو يحترق .. أحببت فكرة تقلب ألوان هذا الشئ أعجبتني حقا وكنت سأذهب لآخذه و أقتنيه ولكن صديقتي صرخت في وجهي "أ مدركة ما تفعليه أنتي؟! إن هذا الشئ يسمى حرباء وهي كثيرة التلون وهي لا تتلون إلا لتؤذي غيرها كيف ستتعاملين مع تلونها هذا؟! ماذا إن اقتربتِ منها و قامت بلدغك؟! " لم أدرك خطورة الأمر إلا عندما قامت الحرباء بلدغ طفلة أخرى في الحديقة. أهذا يعني أني لو كنت إقتربت منها هي الأخرى كانت ستؤذيني أيضاً؟!
أهذا يعني ان الله صرف عني الشر عندما صرفها عني؟! منذ ذلك اليوم تعلمت في كل حرمان أمر به أن أردد دوماً وبثقة كاملة في إختيار ربي : " اللهم لك الحمد على منعك قبل عطائك يارب"
اسم المستقل | Somaya A. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 91 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |