مقال عن تأثير القائد التربوي وخاصة النمط الديمقراطي على المؤسسات التعليمية في المملكة العربية السعودية

تفاصيل العمل

تأثير القائد التربوي وخاصة النمط الديمقراطي على المؤسسات التعليمية

تُعرّف القيادة التربوية: أنها مجموعة السلوكيات التي تصدر من شخص يطلق عليه مُسمى "القائد" وتعمل على توجيه سلوك المرؤوسين لإنجاز عمل أو هدف معين بأفضل النتائج، شاع مصطلح القيادة التربوية مؤخراً في الولايات المتحدة وانتشر سريعاً ليدخل للمؤسسات التعليمية وغيرها من المؤسسات والإدارات، وتميز هذا النظام من القيادة أنه يحقق الهدف الذي خُلق الفريق لأجله مع الاهتمام بالعاملين وتوجيه سلوكهم باعتبارهم القوى العاملة وحجر الأساس في المؤسسات.

للقيادة عدة أنماط منها النمط الأوتوقراطي والديمقراطي، فالنمط الديمقراطي من أهم أنماط القيادة متمثلة في القائد الديمقراطي وما لهذه القيادة من مميزات في إنجاز العمل حيث أن القائد يُشارك مع العاملين في التخطيط والتنفيذ مما يُشكل عامل ثقة بينه وبين العاملين وتكوين بيئة عمل مريحة وهذا يؤثر على النتائج والانجاز المستمر فبوجود القائد أو عدمه ينُجَز العمل ويُحَقق الهدف، ويهتم القائد الديمقراطي أيضاً بشعور العاملين وظروفهم، ويترك لهم حرية التعبير عن آرائهم باعتبارهم جزء من العمل، ومن مميزات هذا النط أن الإنجاز قد يزيد في المستقبل بسبب رضا العاملين عن القائد والعمل والنتيجة.

أما النمط الآخر من القيادة فهو الأوتوقراطي وهذا النمط يُطلق عليه أيضاً بمصطلح القيادة البيروقراطية أو الاستبدادية أو الدكتاتورية، ومن صفات هذا النمط الشدة والتسلط من قِبل القائد وفصله التخطيط عن التنفيذ فهو يُخطط والعاملين يقومون بالتنفيذ بدون إبداء أي آراء وبغض النظر عن ظروفهم ومشاعرهم، وينتج هنا عدم ثقة القائد والعاملين مما يؤثر على محيط العمل، وقد يفرض هذا القائد على العاملين عقوبات في حالة عدم إنجاز العمل، ولهذا النمط من القيادة ثغرات فإنجاز العاملين للعمل يكون فقط لخوفهم من العقاب ومن القائد ليس لرغبتهم في العمل والعمل في مثل هذه البيئة يؤدي لضغط العاملين ويختلف إنجاز العاملين هنا بوجود القائد وعدمه، وهنا إن لم ينحدر مستوى العمل فهو يبقى ثابت لأن العاملين آرائهم وقدراتهم الإبداعية مقيدة فلا مجال لهم إلا بالتنفيذ، ويعتبر هذا النمط هو التقليدي والمتبع في جُل المؤسسات التعليمية بكل أسف.

بعد عرضنا لأنماط القيادة وبعض العيوب والمميزات نرى بأن المؤسسات التعليمية في المملكة بحاجة شديدة للقائد الديمقراطي لما له من تطلعات مستقبلية لنجاح هذا النمط في القيادة بشكل واسع، وهذا يحتاج لخطة مستقبلة لها رؤيا وأهداف واضحة تهدف بشكل عام للتقليل تدريجياً من القادة الأوتوقراطيين في المؤسسات التعليمية ودعم نماذج قادة ديمقراطيين وأيضاً إعادة تربوية وتوجيه للقادة الموجودين سابقاً، ووضع شروط لقَبول أي قادة جدد بما يحقق نتائج أفضل وبيئة عمل مريحة للعاملين تزيد من مستوى جودة العمل وإتقانه، ولو تم تنفيذ هذه الأهداف فسيكون في عام 2030 لدينا مؤسسات علمية مميزة بقادة وعاملين مبهرين، مما سيؤدي النهضة بالمملكة ككل فالمؤسسات التعليمية هي جوهر أساس أي جماعة فمنها يتخرج الأجيال والقادة والعظماء.

إجمالاً تحدثنا عن القيادة التربوية، وأن للقيادة أنماط منها الديمقراطي والأوتوقراطي وصفات كل نمط، وتطلعاتنا لمستقبل باهر في حال تدعيم المؤسسات التعليمية بالمزيد من القادة الديمقراطيين.

بطاقة العمل

اسم المستقل رضا ح.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 697
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز