نظرية التطور بين النقد و الإثبات .

تفاصيل العمل

جمال بقدور و النظرة التطورية_______مما لا شك فيه أن الجميع سبق و تردد على مسمعه مصطلح التطور أو بالإنجليزية Evolution,ولكل منا نظرته الخاصةحول هذا الأخير و الذي لا يبدو كباقي المصطلحات حيث أنه دائما ما يتردد في القنوات العلمية و اللقاءات الحوارية.إنه عنوان أحد أهم النظريات في علم الإحيائيات ،فما التطور؟ و ما قصة الصراع القائم لإثبات هذه النظرية التي أصبحت كحقيقة عند البعض دون التعمق و البحث في جذورها؟

كنت و أنا أقف وجها لوجه أمام كتاب بعنوان "أصل الأنواع ".كنت أحسب مؤلِّفه متدينا أو أحد فقهاء الإسلام ،حيث بدت على تلك الملامح المرسومة على غلاف الكتاب لحية عريضة و ملامح الغرابة ،تشارلز داروين صاحب نظرية التطور ألف كتاب "أصل الأنواع "بالمزامنة مع عودته من رحلة دامت خمس سنوات (1831>1836)،على متن سفينة "بيغل" البريطانية التي أرسلت في رحلة

حول العالم ،عمل هذا الأخير على إثبات أن الإنسان هو مجرد كائن مثل غيره من الكائنات الانتقائية التي كانت الصدفة طريقها و الطفرات العشوائية أصل نشوئها، باختصار تقول النظرية الكائنات الحية جاءت من سلف مشترك و عن طريق الانتخاب الطبيعي و الطفرات الجينية ظهرت كل الأنواع،و للإنسان أيضا غصن في الشجرة التطورية حيث أنه منحدر من أصناف القردة العليا وصولا إلى الإنسان الحديث ،عبر سلسلة من الطفرات و التي كانت ستولد ملايين الحالات الوسيطة بين الإنسان و القرد ،و التي على الأقل كانت لتكون حفريات متدرجة في سطح الأرض، مع ذلك فغياب أي من وسيط يجعل التطورين في موقف محرج ،دون التعمق في الأمر فالدلائل على بطلان هذه الأخيرة كثيرة و علمية بحتة، و التي لخصها الدكتور إياد قنيبي المتخصص في علم الصيدلة و الأدوية جمعها في سلسلة بعنوان رحلة اليقين و فصّل فيها كل ما يخص النظرية. للنظرية مواقف جد خطيرة وأرشيف تاريخي محزن،ولعل من بين هته الجرائم تلك التي حدثت سنة 1906 حيث تم اختطاف ota benga وهو رجل من الكونغو ،ووضع في حديقة حيوانات البرونكس مع فصيلة من القردة و تم تقديمه في المعرض الأنثروبولوجيي في سانت لويس ،بالإضافة إلى العديد من الجرائم في حق الإنسانية فكان يرى دارون أن البِيض هم أرقى صنف تطوري عكس الأفارقة الذي كان يرى على انهم الحلقة الرابطة بين القرد و الإنسان الحديث ..ريتشرد دوكينز أحد أشهر التطوريين في عصرنا يواجه مناقضيه في النظرية بكون الكائنات تحمل في أجسادها أعضاء زائدة لا قيمة لها ،و يقول هذا دليل على الطفرات العشوائية يعطي مثال(الزائدة الدودية عن الإنسان و الجناحين عند البطريق و الجناحين عند النعام أيضا)، بعد تطور الدراسات أثبت علميا أن للزائدة دورها،و أثبت كذلك دور أجنحة البطريق في مساعدتها على السباحة و الغوص فبدونها لكانت البطاريق تطفوا على السطح فقط نظرا لكمية الدهون في اجسامها ..وكثيرة هي الأمثلة العلمية و التي بحكم تجربتي القليلة في الميدان لا يسعني الدخول في تفاصيل أعقد. في خرجة بالمنطقة استفسرت بعض الطلبة و الطالبات عن وجهة نظرهم من هذه النظرية فكانت نسبة الإجابات كالتالي :(70%معارضين ،30%مؤيدين ),و نفس السؤال لكن هذه المرة في أمريكا طالب خرج في الشارع مستفسرا فكانت النتيجة (90%موافق ،10%معارض)،السؤال الذي يتبادر لأذهاننا هل تصديق نظرية مرتبط بالمجتمع الذي نقطن فيه ؟أم بالحقائق العلمية !

المصادر:

-كتاب أصل الأنواع النسختين العربية و الإنجليزية .

-مجلة Nature العالمية .

بطاقة العمل

اسم المستقل Jamal B.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 498
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز

المهارات المستخدمة