شغل إهتمام الباحثين مؤخراَ ظاهرة مجتمعية تزداد يوماَ بعد يوم في المملكة العربية السعودية , حيث زادت نسبة الشباب الذين يرتادون المقاهي بدرجة كبيرة, و بالتالي ازداد عدد المقاهي في المملكة تلبيةَ لرغبات هؤلاء الشباب , فقد أضحي المقهى في وقتنا الحاضر مكاناَ له مناخ جاذب للشباب من جميع الفئات العمرية, و قد أستبدل الكثير من الشباب أنشطة ترويحية كثيرة لشغل وقت الفراغ مثل الأندية و المكتبات والحدائق و زيارة الأقارب بالذهاب إلي المقهى.
و ربما كان الدافع الأساسي الذي يدفع الشباب للذهاب إلي المقاهي هو وجود وقت فراغ كبير لديهم و الشعور بالحاجة لسد وقت الفراغ هذا بالقيام بأنشطة ترويحية أصبحت تتمركز في وقتنا الحاضر في الذهاب إلي المقاهي دون سواها.
و مما لاشك فيه أن السلبيات الناتجة عن إرتياد محال القهوة متعددة ومتشعبة يتمثل اهمها في إهدار الوقت و ضياعه و إهدار الصحة و الأموال و كذلك سوء إستغلال الطاقات و الموارد البشرية التي تنعم بها المملكة العربية السعودية , بالإضافة إلي أن التفكك الأسري الناتج عن قضاء وقت أقل في المنزل مع الأسرة والعائلة وكذلك إنعدام الروابط بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الجيران و الأقارب , فضلاَ عن إتجاه الموظفين و الطلاب لتلك المقاهي مما ينتج عنه تدهور وإنحدار في المستوي التربوي والأخلاقي و كذلك المستوي الوظيفي و الإقتصادي.
و يعد إختيار الباحث لهذا الموضوع الهام و تلك الظاهرة الآخذة في الإتساع لبيان مدي تأثير العوامل النفسية علي اتجاهات تلك الفئة من المستهلكين في إرتيادهم المقاهي و بيان الدوافع و الأسباب الرئيسية وراء تفضيل الشباب قضاء وقت الفراغ في المقاهي بدلاَ من البدائل الأخرى المتاحة مثل النوادي والحدائق و المنزل و المتنزهات العامة , و ذلك إنطلاقاَ من قلة الدراسات التي تناقش هذا الموضوع رغم الفائدة العظيمة التي تعود من دراسته متمثلة في معالجة العوامل النفسية المؤدية إلي تلك الظاهرة حتي يتثنى للدولة توجيه طاقات الشباب للإستغلال الأمثل لها و الحفاظ علي القيم التربوية و الأخلاقية في المجتمع
اسم المستقل | Ahmed F. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 195 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |