خواطر

أفكر كثيرا و كل مخاض فكري أواجهه يخلف فيّ ثقبا أعمق من الذين سبقوه.. أحاول العيش كمن لا يهمهم شيء.. كمن لا يفقهون شيئا و كمن لا يسعون لمعرفة شيء.. لكنني أفشل عن جدارة في كل مرة.

أعود للفرضيات التي لن تحدث و الأسئلة التي لن تملك إجابة أبدا و أطرحها مجددا.

أختزلها كلها في هل أنا سعيد؟ هل سبق لي أنت كنت سعيدا؟ و ما هو الحد الذي من بعده لن أكون غير سعيد؟

أنت أبله!

شديد البلاهة حد العته.. أنت لست مجبرا على أن تكون سعيدا.. لكنك مجبر على أن تكون راضٍ حد الإمتلاء بالرضى..   أنت لست مجبرا على الإجابة.. لكنك مجبر على مواصلة المسير..

و إن غلبك الإصرار على عيش "سعادتك" فإبحث لعلك تجدها تباع جاهزة.. إحرص على إختيار سعادتك بعناية، فهي مقاسات.. إن إخترت أصغرها تأكد أنك لن تكتفي،  و إن طمعت في أكبرها أصابك جنون الجرعات الزائدة!

عندما تنجح في إنقاذ نفسك من الجميع..

من ينقذك من نفسك؟

هل أنا قادر على إنقاذ نفسي؟

سؤال قبيح و جوابه أقبح.

أنّى لي أن أجيب.. قد لا أريد أن أجيب.. قد أريد رميها جميعا و مواصلة المسير.. من دون الإلتفات ولو لمرة. مُرةٌ هي حقائقنا و أكثرها وضوحا أشدها  مرارة، وجوبا.

لا أستطيع الوفاء لنفسي بقسم الفوز دائما لكنني لا أترك جنودي ملقين في ساحات معاركي و لا أقتل من يصعب حملهم.. أحملهم و الأحرى أنني أحملني من خلالهم..  أقيم العزاء لمن غادرني، في هكذا معارك غالبا ما يردى الأمل قتيلا.. يليه الصبر  و الحلم. أما الكبرياء فيجرح فيها أعمق الجروح و أخطرها، لكنه يعيش و غالبا ما يشفى.

لا قلب لي في هذه المعارك  فلو كان موجودا لما فرط فيهم..

لا عقل أيضا فلو عقِل خطورتها لما خاضها.

تجرد من كل ما يعيقك.

إرمه.

@KawtherTaibSaidi