اختلاف الهوية والسلوك في الفضاء الرقمي

من دون تذكرة سفر ومعقدك المفضل بجوار نافذة الطائرة، والمناظر الرائعة التي تختلج قلبك أثناء اقلاع وهبوط الطائرة، أنت أصبحت الآن في غنى عن كل ذلك.

سنسافر إلى كل أرجاء العالم ونحن على أريكتنا وداخل حجرتنا، لكن وعينا، وإدراكنا وتصرفاتنا يكون مختلفا تمام الاختلاف عما يحصل في الحقيقة، فغرائزنا التي تعودت على السعي والانضباط والحضور قل ميعاد الاقلاع بميعاد محدد، والالتزام بتعليمات السفر، وثقافات الدول، كل هذا تلاشى ولم يعد المرء في احتياج إليه في الفضاء الالكتروني.

ولا شك أن ضياع الوقت في الفضاء الالكتروني يكون على حساب الأنشطة الحياتية وربما البسيطة منها، فقد نكتشف أثناء انهماكنا في متابعة حدث معين أن الطعام قد تبخر، أو الثياب التي نحبها قد أحرقت، وأن صلاة الجماعة قد أنتهت، الخ..، وعلى العكس في بيئتنا العادية أو قبل ظهور الانترنت، فقد كان الأشخاص يراقبون الأوقات جيدا وفق حكمة مفادها"الوقت كالسيف إن لم تقطعة قطًّعك"، أما الآن فقد أصبح التشويق والأحداث المتتابعة والمغرية في بيئاتنا الافتراضية جعلت برامجنا الزمنية وأدبياتنا السابقة في خبر كان.

إن هجرتنا وسفرنا المستمر في بلاد الواق الواق يتطلب بأن نقف ونسأل، كيف نبدأ رحلتنا تلك، ما هي الأجراءات التي تفقدني نفسي وعائلتي في تلك البيئة الافتراضية على الانترنت؟ ما هي الأدوات التي أحتاجها قبل السفر؟