جفاء وصمت مريب يخيم على أفراد الأسرة، لم يعد الأب ينادي زوجته ويكنيها كما كان، ولم تعد الزوجة تتلهف زوحها على معبرة الباب عند قدومه من العمل، حتى الأولاد لم يعودو متعلقين بأبيهم وأمهم في أي وقت من الأوقات، الكل شارد الذهن ينتظر دعما معنويا خارج الإطار، ينتظر إشعارا بالحب، إشعارا بالإعجاب، إشعارا بأن كلماته شاعرية، وأن صورته الأخيرة كم هي ندية، وأن الشعر الأشقر يأسر بأهمية، أصبح الكل ينتظر إشعارا مفاده (أعجبني).
لم يعد الأمر يتوقف عند هذه الحد بل الكل يريد المزيد، بقدر ما تزداد الإعجابات بقدر ما يجد المرء نفسه في عالم وإن كان افتراضيا فإنه يكتب له الحياة، تزداد الفجوة شيئا فشيئا، ففي الواقع الحقيقي تنضب كلمات الحب والغزل والشجن والمتابعة والجلوس والخروج والنزاع والصلح، وأصبح الكل يكتفي بصمت مريب، ليعاود مسرعا الى عالمه الافتراضي الذي يجد فيه ضالته ربما (كلمة، امرأة، عالما، شَعرا، جسدا، رواية، عاملا، فنانة، طفلا، كلبا، الخ ...)، حيث أصبح المرء صاحب بروفايل (دولة افتراضية) لا قوانين مقيدة فيها، يمكنه فعل أي شيء، والفاعل أقصد القاتل مجهول.
اسم المستقل | Mohamed A. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 176 |
تاريخ الإضافة |