تفاصيل العمل

قالها يومًا: "الجسد لا يرحم".

توقف عندها الجميع، وكأن الزمن استدار ليستمع. ظنّ الكثيرون أن لحظة الاعتزال قد حانت، وأن رقصة التانغو التي أمتعت الملايين قد وجدت نهايتها.

لكن ما حدث كان أعمق من مجرد كلمات: الجسد لا يرحم، نعم، لكن جسد ليو ميسي فقط، جسده، لم يعرف الرحمة. لا لكبير، ولا لصغير، ولا للزمن نفسه. انتفض، انتفاضة الثائرين على كل ما هو محدود، وعقله، كما جسده، لم يرحم هو الآخر. كل ثانية فكر فيها كانت كافية لغمر سنين كاملة، وكأن هذه الثواني اختصرت تاريخًا بأسره.

كوبا أمريكا، بعد غياب السنين عن بلاد الفضة، أعيدت إلى موطنها، لتعود أرجنتينية، رغم كل الجنسيات التي حاولت احتضانها. وكأس الذهب، الغائب منذ اعتزال مارادونا، عاد ليغلق فم المشككين ويهمس للعالم بأن التاريخ لا يخطئ أبدًا في من يستحقه.

ذلك الطفل الذي كاد أن يُعاق، استطاع أن يغيّر قوانين اللعبة نفسها. أوقف الوقت في ملعبه، عبث بالزمن كما يشاء، وأثبت أن ما صنعه ليس مجرد كرة، بل ملحمة، وأن ما يراه العالم من مهارة هو فقط جزء من إرادة لا تعرف الحدود.

وهكذا، يظل ميسي، ليس مجرد لاعب، بل زمن يتحرك بجسد، وعقل لا يرحم، وطفل لم يكبر أبدًا إلا ليعلّم العالم معنى الأسطورة.

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
14
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات