حين تبتلع الأرض أسرارها،
نحن نظن أننا نعرف الأرض… لكن هل ما نراه هو كل ما هو موجود؟
ماذا لو كانت الأرض التي نعيش عليها ليست سوى الطبقة الأولى في سلسلة عوالم متراكبة، طبقات يسكنها آخرون، لا نعرف عنهم شيئاً؟
نحن لا نتحدث هنا عن ميثولوجيا، بل عن فرضيات وخرائط مفقودة، وشهادات تاريخية، ونصوص دينية، تتقاطع جميعها في نقطة واحدة؛
هناك شيء… أو أحد، يسكن تحت أقدامنا.
الأرض الجوفاء؛ ما تحت القشرة ليس فراغاً
منذ قرون ظهرت نظريات تتحدث عن “الأرض الجوفاء”، فكرة أن كوكبنا ليس صلباً بالكامل، بل يحتوي في داخله على فراغات وممرات تؤدي إلى حضارات خفية.
أغارثا وشامبالا؛ في التقاليد التبتية والهندية، وصفت كممالك مضيئة في باطن الأرض، يحكمها كائنات ذات وعي مرتفع، تعيش في تناغم روحي وتقني لا يضاهى.
المايا والإنكا؛ تحدثت عن أنفاق تؤدي إلى “عالم الأرواح”، وأن زعماءهم كانوا يتواصلون مع كيانات من باطن الأرض، وأن بعض زعمائهم القدامى اختفوا في الجبال ليعودوا في الزمن المناسب
خرائط نازية مزعومة أظهرت طرق تؤدي إلى عوالم مخفية عبر الفتحات القطبية، ضمن بعثات سرية قام بها الرايخ الثالث إلى القطب الجنوبي.
رحلة الأدميرال بيرد؛ الضابط الأمريكي الذي تحدث عن عبوره إلى “أرض مجهولة” عبر فتحة قطبية، وهناك التقى بكائنات متطورة أخبرته أنهم يراقبون البشر منذ آلاف السنين.
لكن لماذا هذا الإصرار التاريخي على وجود حياة تحت الأرض؟
هل هناك من لا يريدنا أن نكتشف الحقيقة؟
#صورة، خريطة الأرض المجوفة
خريطة الأرض المجوفة
سكان الطبقات السفلية، من هم، ولماذا يختبئون؟
الكائنات الرمادية (The Greys);
تظهر في معظم تقارير الاختطاف الفضائي، برؤوس كبيرة، وعيون سوداء واسعة، وأجساد رفيعة، وجلود رمادية،
نظريات عديدة تزعم أنهم لا يأتون من الفضاء، بل من باطن الأرض، عبر تكنولوجيا متقدمة تسمح لهم بالتنقل بين الأبعاد، حيث توجد قواعد ضخمة تحت سطحنا.
تقارير سرية من “قاعدة دولسي” (Dulce Base) في نيو مكسيكو تعد من أبرز الأماكن المزعومة التي يعيش فيها هؤلاء الكائنات، جنباً إلى جنب مع البشر، في اتفاق سري غامض.
الزواحف (Reptilians);
كائنات زاحفة قادرة على التشكل في هيئة بشر، تعيش في طبقات سفلية منذ آلاف السنين.
في الميثولوجيا السومرية، ذكر “الأنوناكي”، كا كائنات إما جاءت من السماء… أو من الأعماق.
هناك من يعتقد أن هؤلاء الكائنات تسيطر سراً على حكومات وأنظمة عبر التاريخ،
لكن ماذا لو كان تم خداعهم!
في تفسيرات دينية، ورد أن (الجن) يستطيعون التشكل بأي صورة، إنسان، حيوان، أو زواحف.
بل إن بعض الروايات تقول أن الجن كانوا يتشكلون بأشكال مختلفة لنبي الله سليمان (عليه السلام).
أليس من الممكن أن من ظهر للسومريين لم يكن إلا جنا تمثل في شكل “الأنوناكي”؟
هل نحن أمام خلط بين حضارات قديمة… وخداع خارق من كائنات غير مرئية!
العمالقة (The Giants);
تتكرر أساطيرهم في حضارات عديدة، من الكتابات النوردية، إلى روايات السكان الأصليين في أمريكا، قصص عن عمالقة خرجوا من الكهوف أو اختفوا في باطن الأرض.
تم العثور على جماجم ضخمة في مواقع مثل Lovelock Cave في نيفادا، لكن سرعان ما اختفت الأدلة من التداول.
الوثائق التي تحدثت عن هذه المكتشفات إما اختفت أو سحبت رسمياً، كما حدث مع بعثة جون ويسلي باول.
Source: Alaska Magazine - Odd Creatures
يأجوج ومأجوج؛ أقوام محجوزة في الطبقات السفلى!
في الإسلام: "﴿حتى إذا فتح يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون﴾". -سورة الكهف
يعتقد أنهم من ذرية يافث بن النبى نوح (عليه السلام)، أقوام كثيرة العدد، سريعي التكاثر، لا يتركون خضراً ولا يابساً.
ذو القرنين بنى عليهم ردماً من الحديد والنحاس ليحجزهم ويمنعهم من غزو الأرض.
في تفسير الطبري: “إنهم محجوزون تحت الأرض، ولا يظهرون إلا حين يفتح الردم في آخر الزمان”.
في التوراة؛ في سفر حزقيال (٣٨-٣٩) يذكر "جوج" كشعب سيغزو القدس في نهاية التاريخ الإنساني.
بعض الحاخامات فسروهم كقبائل بدائية تعيش في أعماق الأرض أو على هامشها.
Land of Darkness - Wikipedia
في المسيحية؛ جاء في سفر رؤيا يوحنا: “سيخرج الشيطان من سجنه، ويضل الأمم في أربع زوايا الأرض، جوج وماجوج، ليجمعهم للحرب…”
تفهم جوج وماجوج كقوة كامنة في باطن الأرض ستثور يومًا ما كقوة خارقة يقودها الشيطان، تخرج في آخر الزمان وتحاصر مدينة القدس.
يفهم البعض أن ظهورهم هو رمز لانهيار العالم أو نهاية الزمان، ويحتمل أن يكون مكانهم الأصلي تحت الأرض أو من عالم آخر
خرائط وممرات: هل هناك فتحات فعلية في الأرض؟
خرائط قديمة (مثل خريطة Mercator) أظهرت قارات غير معروفة في القطب الشمالي.
خريطة منسوبة للأدميرال ريتشارد بيرد تظهر ممرات تؤدي إلى أرض داخلية من القطب الشمالي.
تقارير أمريكية تشير إلى مناطق يمنع الطيران فوقها بسبب تشوهات مغناطيسية.
في روسيا، توقفت الحفريات في بئر كولا، أعمق حفرة في العالم، بسبب أصوات غريبة وحرارة غير مفسرة تحت الأرض.
رحلات الشمال؛ شاهد على عوالم مجهولة…
في القرن العاشر، زار الرحالة العربي أحمد بن فضلان أراضي شوغرافيا (في شمال روسيا اليوم)، ضمن بعثة رسمية أرسلها الخليفة العباسي. في رسالته الشهيرة، وصف شعوب النورسيين (الروس) كأناس طوال القامة، شديدي البأس، ذوي ملامح بدت لأهل السهول “أقرب إلى الأشباح”.
ما أثار دهشته لم يكن عاداتهم فقط، بل ما رواه سكان تلك الأراضي عن كائنات تظهر فوق الجبال ثم تختفي، وأصوات لا تفسير لها في الليالي القطبية الطويلة، وأضواء تتوهج في السماء وتختفي تماماً، مثل ظاهرة “أبو فانوس” التي تروى في صحراء العرب عن أضواء جن يخدع المسافرين أو من يتوغل أكثر إلي داخل الصحراء.
Abu Fanous - Wikipedia
المقدسي (القرن العاشر الميلادي)، فقد تحدث في كتابه أحسن التقاسيم عن مناطق نائية في أقصى المشرق يصعب دخولها، حيث “يعيش أقوام لا يشبهون البشر في صورهم”، وصفهم بأنهم يسكنون كهوفاً أو باطن الأرض، ويتكلمون بأصوات غير مفهومة.
هيرودوت (Herodotus) مؤرخ يوناني؛
في كتابه “التواريخ”، يذكر شعوباً تعيش في “أقصى الأرض”، لها “أقدام ضخمة تسير بها فوق الجليد”، وأخرى “لا تنام”، أو “تعيش تحت الأرض”.
بليني الأكبر (Pliny the Elder) عالم روماني؛
في كتابه التاريخ الطبيعي (Naturalis Historia)، يذكر أقواما في شمال آسيا لديهم “أفواه في بطونهم”، و”عيون في صدورهم”، وصف هذه الشعوب بـ”الساكنة في أقاصي الأرض” (Edge of the world).
هناك تفسيرات حديثة تعتبر أنه كان يتحدث عن شعوب منعزلة أو تشوهات وراثية… بينما يراه آخرون أنه يلمح لعوالم تحت سطح الأرض
ابن بطوطة (1304–1377م)؛
رغم أن رحلاته كانت أكثر نحو آسيا وإفريقيا، لكنه ذكر قبائل “كأنها ليست من البشر”، خصوصًا في بعض مناطق آسيا الوسطى وجزر المحيط الهندي، تحدث عن جزر لا يرى سكانها الشمس أبداً، ومخلوقات لها رؤوس ضخمة كأنها لا تنتمي للبشر، لا يتحدثون بلغة البشر، وبعضهم عاش في كهوف نائية داخل جبال لا يستطيع أحد تسلقها.
الصين فى عهد أسرة تانغ (Tang Dynasty)
رحالة صينيين كتبوا عن شعوب “منعزلة” في شمال جبال التيبت، “لا يتحدثون لغة البشر”، و”يعيشون في تجاويف صخرية”.
من أبرزهم؛ Xuanzang الذي ذكر مناطق “لا تظهر في الخرائط”، وقوم “لا يمشون بل يزحفون، هم قبائل تعيش في الكهوف خلف جبال التيبت، “ليست بشراً تماماً، ولا حيوانات”، بل شيء بين العالمين.
نيكولو زينو (Niccolò Zeno) القرن الرابع عشر
فقد زعم أنه وصل إلى أراض شمال الأطلسي، حيث تحدث عن أرض يديرها رجال حكماء (كهنة)، يتواصلون مع السماء عبر الضوء.
وذكر أراضي تحكمها عائلات لا تظهر في النهار.
رحلته غامضة للغاية، ويعتقد البعض أنه وصل إلى أيسلندا أو جرينلاند، وآخرون يرون أنه ربما لامس مناطق غير معروفة مثل “أغارثا” في الفولكلور الأوروبي.
#صورة، ذكر ابن فضلان - يأجوج ومأجوج وجدارهم فى أقاصي الشمال
ذكر ابن فضلان، يأجوج ومأجوج وجدارهم فى أقاصي الشمال
فهل نحن فقط على السطح!
فرضية الأرض الجوفاء تشير إلى أننا نعيش على طبقة رقيقة فقط من الكوكب.
هل الأرض التي نعيش فوقها هي “أرضنا” حقاً؟
أم أننا مجرد زوار، نعيش فوق قشرة رقيقة تخفي تحتها طبقات من الحياة… والذاكرة… والأسرار؟
حين تختفي السفن والطائرات في مثلث برمودا، هل تعبر إلى بعد آخر؟
حين نسمع عن بوابات نجمية في الأناضول والهند والقطب الجنوبي، هل نتحدث عن خيال… أم خرائط تم إخفاؤها
الطبقات العميقة قد تسكنها كائنات متقدمة… أو منحرفة!، تسجن هناك مثل قوم يأجوج ومأجوج!
او ربما لا نراهم لأنهم في بعد مختلف… أو ربما لا يريدون لنا أن نراهم…
__________
فى الختام؛
ما قرأته الآن هو الباب الثاني من هذه السلسلة الغامضة…
ما قرأته ليس النهاية… في المقال القادم، سنصعد بدلاً من أن نهبط.
نحن الآن أمام مفترق طرق بين الطبقات السفلية والسماء السابعة.
سنتحدث عن الملائكة الساقطة… وسر معركتهم مع الكائنات النورانية.
والجن الذين سكنوا أعماق البحار… وماذا يعني “الجان من مارج من نار”.
كائنات البحار التي تحدثت عنها الحضارات القديمة؛ حوريات البحر، ملوك الأعماق، وأسرار مدفونة تحت المحيطات.
استعد… القادم ليس فقط غامضاً، بل قد يعيد صياغة فهمك لكوكبك… ولنفسك…
المراجع:
- تفسير الطبري - سورة الكهف.
- سفر حزقيال، الإصحاح 38.
- سفر رؤيا يوحنا، الإصحاح 20.
- تحقيقات Lovelock Cave (Nevada State Archives).
- خريطة ميركاتور، نسخة عام 1595.
- تقارير الأدميرال بيرد، مذكرات الطيران القطبي.
- Dulce Base Allegations, New Mexico, 1980s
- مقاطع من كتابات بلافيتسكي عن شامبالا وأغارثا.
إذا أعجبك المحتوى أشترك فى المدونة ليصلك كل جديد، وشاركني رأيك في التعليقات.