يُعدّ تفسيرُ "تيسير التبيان في تفسير القرآن" للإمام بدر الدين الغزّي )ت 984 ه(، من أهمّ كتب التّفسير في منتصف القرن العاشر هجري، فهو يتميّز عن تفاسير هذه الحقبة كتفسير إرشاد العقل السليم لأبي السعود) ت 982 ه(، وتفسير الجلالين للمحلّي )ت 864 ه(، والسّيوطي )ت 911 ه(؛ بأنّه تفسير كاملٌ للقرآن الكريم نُظِمَ في مائة ألف 100000 بيت على بحر الرجز. وهو لا يزال مخطوطا لم يطبع بعد، حصلتُ على نسخة منه من مكتبة السليمانية بإسطنبول مقيدة تحت رقم 134، وقد صُدِّر هذا المخطوط بفهرست للموضوعات في أول صفحة منه؛ يبدأ الفهرس بتفسير سورة الفاتحة ، وينتهي بتفسير سورة الناس، ورغم أنّه يعتبرُ من أهمّ وأكبر كتب التّفسير المنظومة؛ إلّا أنّه لم يحظ بدراسات جادّة، ومن هنا استمدّت هذه الدراسة أهمّيتها، وهو أيضا ما دفعني إلى دراسة منهج الإمام بدر الدين الغزّي في تعامله مع الإسرائيليات في تفسيره، وكيف تعامل معها قبولا وردّا؟. واعتمدنا في معالجة هذه الإشكالية على المنهج الإستقرائي التحليلي، وخلصنا إلى نتائج منها أنّ الغزّي يورد أحيانا الإسرائيليات التي تسيء إلى مقام الأنبياء والمرسلين، ولا ينتقدها ولا يسارع إلى تشنيعها، بل يكتفي بالإشارة إلى عدم صحتها روايةً، دون التنبيه على أنّها من الإسرائيليات، وإذا جاء في تفسير الآية أكثر من رواية إسرائيلية، فإنّه يبدأ بذكر الرواية الراجحة عنده بصيغة الجزم، ثمّ يذكر باقي الروايات بصيغة التّمريض.