في أحد أحياء القاهرة القديمة، كانت "فرح" تستعد لأهم يوم في حياتها... يوم زفافها على "ياسين"، الشاب الهادئ المهذب اللي حبته من قلبها، وكانت بتقول لنفسها دايمًا:
"أنا لقيت ابن الحلال اللي هيخاف عليا ويصونني."
كل حاجة كانت ماشية تمام، والفرح اتحجز في قاعة فخمة، والمعازيم ابتدوا يوصلوا، وفرح كانت في الكوافير مع أختها الصغيرة "دنيا"، اللي عندها 18 سنة بس، وعينيها مليانة حب وغيرة في نفس الوقت.
وأثناء ما الكوافير بيخلص آخر لمسات، فرح بصّت في المراية، وقالت:
"حاسه إني مش مرتاحة... قلبي مقبوض يا دنيا."
دنيا ردت: "يا بنتي دا توتر ما قبل الفرح، فوقي، دا ياسين بيموت فيكي."
لكن فرح كانت كل شوية تتنهد، وتبص حواليها بقلق.
وقبل الفرح بساعتين، الدنيا اتشقلبت.
فرح اختفت.
آه، حرفيًا اختفت.
التليفون بتاعها مقفول، ومفيش أي حد شافها، حتى الكوافير قالت إنها خرجت من شوية علشان "تاخد نفس" ومارجعتش.
البيت اتقلب، القاعة اتقلبت، المعازيم وقفوا مذهولين، وياسين جاله انهيار عصبي، والناس ابتدوا يهمسوا:
"العروسة هربت!"
"فضيحة!"
"دي شافت حد غيره؟ ولا هربت ليه؟"
بس أكتر واحدة كانت ملامحها متغيرة تمامًا هي دنيا. وقفت فجأة وقالت بصوت عالي:
"أنا هاتجوز مكانها!"
الكل اتصدم. أمها وقعت من الصدمة، وياسين كان في حالة صدمة ومش قادر يفكر، والناس بدأت تتفرج كأنها في فيلم سينما.
ياسين قال لها: "إنتي بتهزري؟ إزاي يعني؟"
دنيا ردت بنبرة حادة: "مش هخلي أختي تفضحنا كلنا! الجوازة لازم تتم... وأنا مش أقل منها في حاجة."
وبالفعل، الدنيا اتشقلبت من جديد، وتم عقد القران على دنيا بدل أختها. الفستان كان تقيل عليها، والتاج مش ثابت، لكن وشها كان ثابت... وعينيها كانت بتلمع.
ليلة الدخلة عدت في صمت، وياسين كان تايه بين الصدمة، وبين اللي حصل، والدنيا من ساعتها مش بقت طبيعية.
وبعد 3 أيام، فرح رجعت...
رجعت وهي لابسة عباية سودة، وشعرها منكوش، وعينيها فيها رعب.
دخلت البيت، والكل وقف مذهول، بس أول كلمة قالتها كانت:
"أنا كنت محبوسة... مش أنا اللي هربت."
سكت الكل، وبدأت الحكاية.
فرح قالت إنها لما خرجت تاخد نفس، حد رش عليها ريحة غريبة، وقعت بعدها، وصحت في شقة صغيرة تحت الأرض، كل حاجة فيها سودة، ومقفولة، وفيها مراية كبيرة...
وكل ما تبص فيها، تشوف صورة دنيا وهي بتضحك ضحكة شريرة.
كل يوم، تفضل تبكي وتصرخ، وفي يوم، راحت المراية كتبتلها:
"اللي كنتي بتتمنيه، اتحقق... بس مش ليكي."
فرح بدأت تبكي وقالت:
"دنيا عملتلي سحر! كانت دايمًا بتقولي إنك واخدة كل حاجة مني... حتى ياسين كانت بتحبه زمان، بس عمره ما بصّ لها."
وما إن رجعت، إلا والدنيا اتقلبت أكتر.
دنيا بقت عصبية، وياسين بيبعد عنها، والبيت كله فيه توتر مش طبيعي.
في يوم، فرح دخلت أوضتها لقيت تحت السرير صندوق صغير، جواه شعرها، وحاجة من هدومها، وصورة ليها هي وياسين مقطوعة من النص، ومكتوب عليها: "اللي كان ليكي... بقى ليا."
خدت الحاجات وراحت لشيخ كبير، وبعد ما شافهم، قالها:
"أختك عملالك سحر تفريق وسحر احتباس... عشان تكرهي ياسين وتبعدي، وعشان كل اللي ليكي يبعد عنك."
فرح اتصدمت، بس قررت ماتسكتش. بدأت علاج السحر، وكل يوم كانت تتحسن، ودنيا في المقابل كانت بتنهار.
بدأ شعرها يقع، وصوتها يتغير، وتتحول لحد غريب... وكل ما تبص في المراية، تصرخ وتقول:
"مش أنا... أنا مش أنا!"
وفي يوم، دنيا صرخت بصوت عالي، ووقعت على الأرض، ولما فاقت، قالت:
"سامحيني يا فرح... أنا اللي كنت ضعيفة... الحب خلاّني أنسى ربنا."
الشيخ فك السحر، ودنيا اعترفت بكل حاجة، وياسين قرر يسيبها، لكنه ماقدرش يرجع لفرح...
قالها:
"أنا شوفت فيكِ وجع، وفي أختك خيانة... مقدرتش أكمّل."
وفي النهاية، فرح قررت تسامح، لكن ما تنساش.
رجعت لحياتها، واتعلمت إن أقرب الناس ممكن يطعنك... لكن دا مش معناه إنك توقف حياتك.
---
️ تأليف: أمنية راضي
جميع الحقوق محفوظة