أتعلم مدى قساوة الأمر، صوت صاخب يعلو ويعلو في عقلك، لا تستطيع البوح به، حتى أسكاته لا تستطيع، ولكن أنت لديك يد وقلم من ثم ورقه، والآن بدأت الملحمة، يدك وقلمك يصارعان الوحش الذي بدأ بنهش عقلك، يا لك من مسكين أنت من صنعته بيدك، والآن تتلوى ألامًا لما يصنعه هو في عقلك، فهو لا يعرف نقاط ضعفك حتى يلعب عليها، بل هو نقاط ضعفك، حبيب بعيد، أيام ضائعه، ليلك الطويل، ونهارك الأطول، ومازل الوحش ينهش دماغك، والآن بعدما وجدت كل سبل نجاتك من يديك قلمك وورقتك، جاء من قطع لك أصابعك كي لا تكتب، أرى تلك الدموع التى تجمعت في عينيك، وأوشكت على السقوط من ثم يدك التى بلا أصابع ترتفع لكي تزيل دموعك تلك قبل سقوطها وسقوطك معاها، أري ايضًا أرتجافة قلبك قبل يدك، وأسمع صدى أنين روح المسلسله بشرايط من حرير ناعم يسمى"مصلحتك"، أعلم ما بصدر من ضيق يشل حركتك في مقاومه الوحش الذي أقترب علي نهشك بالكامل ليس عقلك فقط، أعلم كل معناتك، أعلم كيف لك أن تري شعاع الشمس في أخر الطريق و تهرول له وعندما تصل تجدها النيران التي أشعلت خصيصًا لحرق أحلامك، أعلم أن الكتابه كان أملك الأخير في النجاة، ولكن لا عليك لا عليك، ستكون من الآن الرحله فرديه، وحدك وسط النجوم اللأمعه والليل الأسود والقمر المنير وصوت أهتزار فروع الأشجار يملئ المكان، وقدمك المهلكه أثر المشي الذي لا تعلم من متى بدأت فيه، والآن يجب عليك أخذ أستارحة لتجلس تحت شجرة ويستند رأسك علي جزعها وتغمض عينيك وتذهب في عالم أرق وأجمل بكثير من ذلك العالم الموحش، أ رأيت يا لها من روعة اليس كذلك، النهار المضئ والشمس الساطعةوالورد المظهرة في الربيع، كم من الجمال لا يستوعبه عقلك، أعلم ذلك فهو مكاني المفضل، والآن أذهب وأستمتع ولا يهمك ما حولك فقط أركض وراء الفراشات اللطيفه التي تداعبك برقتها، ويحي ما هذا الذي تفعله أتأكل الفراشات لتستمتع برقتها في معدتك، أخشى عليك ما ستفعله بك عندما تعود، والآن بعد كل ذلك الوقت الممتع هيا بنا لنرجع من جديد، والآن تفتح عينيك علي الألم المميت في معدتك، نعم هي تلك الفراشات التي كانت ترفرف بكل رقه الآن أجنحتها تمزق معدتك وتجبرك علي بسقها كي ترتاح ليس الا، قولت لك أخشى عليك، لنرى كيف حال قدمك، يا الهي بُطرت قدمك، والآن بعد كل ذلك الجمال الممزوج بالمأساه أنت مجبور علي العوده للسير من جديد ولكن ليس علي قدمك بل على قلمك الذي رعج لك بعد أن رجعت لك أصابيعك.