تفاصيل العمل

كانت "جميلة" لا تحمل اسمها فقط، بل كانت فعلاً جميلة، لكن خلف عينيها الكحيلتين نار لا تهدأ...

ففي ليلة صيف خانقة، فقدت والدها في حادث مدبّر.

الفاعل كان معروفًا لها: رائد علوان، رجل أعمال بارد، قاسي الملامح، يقول الجميع إن قلبه لا ينبض إلا بالمال.

لكن "جميلة" لم تلجأ للشرطة.

بل قررت أن تنتقم بنفسها، ولكن بطريقة لا يتوقعها أحد...

دخلت عالمه من أوسع أبوابه، تنكرت في اسم مستعار، وقدّمت نفسها كمصممة داخل شركته الكبرى، بخطط سرية لإسقاطه من الداخل.

كانت تقرّب منه شيئًا فشيئًا، لا بابتسامة بريئة، بل بنية خبيثة مُتقنة.

خططت لأن تقع في قلبه، لتكون أقرب نقطة إليه... قبل أن تطعنه في قلبه بنفس الطريقة التي فقدت بها والدها.

وبالفعل... وقع "رائد" في حبها.

لأول مرة، صار يغيب عن الاجتماعات لأجلها، يكتب لها رسائل مسائية، ويحدثها عن طفولته، وعن أمٍّ ماتت في فقر وهو لم يزل صغيرًا.

بدأت صورة الوحش تهتز في عقل "جميلة"، ومع كل لحظة صدق، كانت تتكسر خطة الانتقام بداخله.

وفي الليلة التي قررت أن تكشف له حقيقتها وتطعنه بالكلام قبل السكين، قالت له:

> "أنا مش زي ما فاكر... أنا بنت الراجل اللي موتّه... والنهارده، هتنتهي اللعبة."

لكن رائد لم يتفاجأ.

ابتسم بحزن وقال:

> "عارف من أول يوم مين انتي... لكن فضّلت أحبك بدل ما أكرّهك... لأن الحقيقة؟ أنا مش اللي قتلت أبوكي. أنا كنت شاهد... حاولت أوقفهم، بس فشلت."

تجمدت ملامحها.

سقطت خطتها كلها في لحظة.

واكتشفت أن أكثر شخص ظنّت أنه العدو... كان الوحيد اللي ما خذلهاش.

مرت سنوات...

تزوجا في صمت، بعيدًا عن الناس.

وبدل أن تكتب نهاية دموية، كتبت نهاية ناعمة على ورق الغفران...

> "في قلب الانتقام، وجدت الحب... وفي حب العدو، وجدت نفسي."

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
3
تاريخ الإضافة
المهارات