قصة قصيرة تنتهي بكلمه سماعة

كان عم "سعيد" راجل كبير في السن، بيعيش لوحده في شقة صغيرة في الدور الرابع.

جيران العمارة كلهم بيحبوه… بس محدش عمره دخل شقته.

في يوم من الأيام، اتأخّر عم سعيد عن النزول للصيدلية زي ما بيعمل كل يوم.

الحاج مصطفى البواب قلق، طلع يطمن عليه، خبط كتير... مفيش رد.

جاب واحد من السكان، وفتحوا الباب بالعافية…

لقوه قاعد على الكرسي، ووشه هادي كأنّه نايم… لكن الحقيقة إنه كان ميت.

بس الغريب، إن جنبه كُنتة قديمة، مفتوحة… وجواها ورقة مكتوب فيها بخط إيده:

> "لو حد قرا الجواب ده، يبقى أنا مشيت خلاص…

أنا كنت عايش لوحدي، بس كنت كل ليلة بكلم مراتي الله يرحمها…

مش مجنون، أنا بس كنت بسمع صوتها في حاجة سِبتها ليها زمان...

سِبتها جوا الدُرْج التاني… واللي يلاقيها، يسمعها… بس يسمعها بقلبه."

الشاب اللي لقى الورقة، فتح الدرج…

لقى شريط كاسيت قديم، ومكتوب عليه بخط باهت: "آخر مكالمة بينا".

مد إيده… وشغل الشريط في مسجل الترابيزة…

وسمع صوت ست كبيرة بتضحك، وتقول:

> "متنساش تاخد دواء الضغط يا سعيد… وخلي بالك من نفسك… بحبك."

الشاب سكت… وكل اللي كان في الأوضة حسوا بحاجة غريبة…

وكأنّ الصوت كان بيودّعهم.

رجّع الشريط مكانه… وقفله بحنية…

وسحب السماعة من المسجل… وقال:

"فعلاً… كل الحكاية كانت في السماعة."