أطلقت قلمي لكتابة شيئ عن الحياة فأردت أن أكتب عن ما فيها من جمال فخفت أن أصبح مخادعا أو كاذبا وأصبح ملاما أمامكم في باقي الايام ، لذلك سأكون صادقا وهذا ما كتبت ...
الحياة ليست كما تخيلتها يا ولدي فهي عادلة لدرجة عدم الانصاف و هي قاسية لحدود اللين وهي قصيرة بما في تفاصيلها من طول ، نتشبت بها كأنها حبل متين لنكتشف بعد ذالك أننا متشبتون بوهم ، فكل ما فيها باهت وعكس ما توقعت يوم ، وتكرار ما فيها ليس للتعلم كما يتغنون بل هي للخداع فقط فالبدايات انت المتشبت الوحيد بها ستصبح اوهام ، وما كنت تكرهه لانه قاسي ستكتشف أنه اللين المحب ، وما كنت تحبه لانه لين فهو قاسي يعشق خداعك ، فاناسا صدقت يوما محبتها سيسقط قناعها لتكتشف أنهم يكرهونك لدرجة الإدمان ، لتعرف أن اسنان الليث البارزة ليست أقل حدة من ابتسامة كاذبة ، وان المحبة الصادقة لا تنبع الا من قلوب صافية وهم قلة ، وستعرف أن صفعة تلقيتها من ابيك لانك على خطأ وتألمت منها سوف تصفعها لابنك لانك تحبه وحضن امك الذي كنت تحتمي به سيختفي وتبقى وحدك تكابد مصاعب الحياة لتبحث عنه وصراعك مع اخيك الذي طالما ازعجك سوف تشتاق له بقوة ليتحول الصراع البريئ الي رسميات تكرهها وتبقى أكثر تعطشا لماضيك الجميل ، وكلما كبرت ستتمسك بصلاتك أكثر وتفتخر باسم عائلتك أكثر وتعتز بعاداتك أكثر ، أما عن كلمات الكبار التي تراها معقدة ولا تغني ولا تسمن سوف تستعملها لتكون سلاحك الذي تفتخر به وبعض الصور والاغاني القديمة سوف تكون شباك لذكرياتك التي تطل على ملامح الماضي الجميل ، والكثير الكثير من متغيرات الحياة سوف تفاجئك فإما أن تتأقلم على كل شيئ أو انك لن تستطيع الاستمرار ، وسيصيبك ما يصيبك من خذلان واسى وحزن ، انا على يقين بانك تقرأ كلماتي بعيون يملؤها الاستغراب وفي ذهنك الكثير من الاسئلة اولها , هل الحياة هكذا فعلا ؟
لن اجيبك على سؤالك الذي سالت لكن كل ما أود قوله بصدق أنني احاول أن اوضح لك في كتاباتي أن الحياة قاسية بعض الشيئ لاضعك على طريق أكثر قسوة وأكثر بشاعة ، لتتفاجئ بتفاصيل الحياة المرهقة ، في النهاية أود أن أخبرك أن الحياة عبارة عن صفعة قوية يجب أن تكون انت ووجهك على أتم الاستعداد لتلقيها حتى لا تفاجئك ولتكن أكثر صلابة حتى لا تسقط وأصبح انا الملام