تفاصيل العمل

عنوان: "ساعة صفا"

كان عندي ساعة قديمة مرمية في درج الكومودينو، مش بتشتغل من سنين، بس عمري ما قدرت أرميها. يمكن علشان كانت هدية من جدي، أو يمكن علشان كنت بحس إنها شايلة سر.

في ليلة هادية، والدنيا ساكتة بشكل غريب، قررت أطلّع الساعة دي وألبسها. أول ما قفلتها على إيدي، حسيت بدوخة بسيطة، زي ومضة عدّت في ثواني.

فتحت عيني، لقيت نفسي في أوضتي… بس مش أوضتي زي ما أعرفها. نفس المكان، بس كل حاجة فيه شبه زمان: صور قديمة على الحيطة، الكتب اللي كنت بحبها وأنا صغيرة، وحتى موبايل نوكيا واقع على الكومود.

خرجت من الأوضة، لقيت ماما في المطبخ… وهي صغيرة! شعرها طويل ووشها مليان حماس. وبابا كان لسه بيرجع من الشغل، شكله شاب وكأنه لسه متجوز جديد.

كنت واقفة بينهم، مش قادرة أتكلم، بس كل حاجة جوايا كانت بتعيّط.

فضلت أتنقّل بين لحظات كتير، مش بس بتتكرر، لأ… بتتصلّح. لحظات كنت بتمنى أعيشها تاني، حاجات صغيرة جدًا، زي ضحكة كنت نسيتها، أو كلمة كان نفسي أقولها.

وفي كل مرة بتعدي، الساعة كانت بترن رنة خفيفة… لحد ما جت لحظة معينة، حسيت فيها إنّي فهمت. إن الزمن مش خط مستقيم… هو دواير، بيلف ويرجعنا لنفس النقطة، مش علشان نندم، لأ، علشان نلاحظ.

صحيت بعدها، والساعة لسه على إيدي… بس بتشتغل.

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
6
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات