ما الذي يسرق حياتنا؟
في كثير من الأحيان، نشعر بأن هناك شيئًا غير مرئي يسرق منّا الحياة.
ليس الوقت، ولا الظروف… بل هو شيء في داخلنا: الخوف.
بعضنا يحمل في قلبه مشاعر مكبوتة، وأفكارًا لا يستطيع البوح بها، وتصرفات نتمنى لو قمنا بها لكننا نمنع أنفسنا خوفًا من الآخرين أو من أنفسنا.
اليوم، أريد أن أتحدث عن واحد من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب الكثير من المراهقين والشباب:
️ الرهاب الاجتماعي (Social Phobia)
---
? ما هو الرهاب الاجتماعي؟
هو اضطراب نفسي يجعل الإنسان يخشى التفاعل مع الآخرين أو التواجد في أماكن اجتماعية، لأنه يشعر دائمًا بأنه مراقب أو غير مقبول أو سيتعرض للسخرية.
---
أسبابه كثيرة، منها:
الشعور بأنك لا تملك "شخصية واضحة".
التعرض للتنمر في الطفولة أو المراهقة.
العيش في بيئة غير صحية نفسيًا أو مليئة بالمقارنات والضغط.
المرور بمواقف أذَت مشاعرك دون أن تدرك خطورتها.
---
? كيف أعرف أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي؟
هل تفكر دائمًا: "هل شكلي لائق؟ هل رائحتي جيدة؟ هل يلاحظ الناس ارتباكي؟"
هل تتجنب الحديث أو المصافحة أو حتى النظر في أعين الآخرين؟
هل تشعر بأنك "غير محبوب" أو "لا تنتمي" لأي مكان؟
هل تخاف من أن تكون نفسك أمام الناس؟
كل هذه علامات يجب أن تأخذها بجدية.
---
كيف أبدأ في العلاج؟
1. غيّر بيئتك أو احمِ نفسك منها
إن لم تستطع مغادرة البيئة السامة، اصنع لنفسك مكانًا آمنًا داخليًا… حتى لو كان بداخلك فقط.
2. لا تكبت مشاعرك
عبّر عنها بأي طريقة تناسبك:
ارسم
اكتب
غنِّ
ارقص
ابكِ إذا احتجت
3. حبّ نفسك بصدق
لا تنتظر من العالم أن يقدّرك.
أنت تعرف قيمتك. أنت مثل الوردة… جميلة، فريدة، ومهمتك أن تحميها من أشواك الحياة.
4. تحدث مع صديق أو طبيب نفسي
لا تتردد في طلب المساعدة.
كلنا نحتاج لمن يسمعنا.
---
️ وأخيرًا…
الرهاب الاجتماعي ليس ضعفًا، بل هو جرح نفسي عميق.
لكنه قابل للشفاء متى اعترفنا بوجوده، وبدأنا رحلة التعافي خطوة بخطوة.
حب نفسك… فأنت تستحق الحب.