تفاصيل العمل

الفئة العمرية: 6–10 سنوات

نوع القصة: تربوية، دينية، أخلاقية، تعليمية

المحور: الصدق، الاجتهاد، احترام الكبار، أهمية العلم، والاعتماد على النفس.

السر في صندوق جدّي

بقلم: روميسة محمد عمروش

في أحد أيام العطلة، زار سامي بيت جده الكبير. كان البيت هادئًا، تفوح منه رائحة الخشب القديم والذكريات. وبينما كان يلعب في العلية، لمح صندوقًا خشبيًا مغبرًا في الزاوية.

اقترب منه، مسحه بيده، وفتحه ببطء...

في الداخل، لم يجد كنزًا من ذهب، بل شيئًا أغلى بكثير:

رسائل... أدوات قديمة... دفتر أصفر الأوراق... ومسبحة مكسورة الخيط.

رفع أول رسالة وقرأ:

الرسالة الأولى: "لا تكذب أبدًا"

"يا حفيدي، تعلمت أن الكذبة مثل الحفرة، كلما حفرتها أعمق، وقعت فيها. قل الصدق ولو كنت خائفًا، فالصدق ينجيك، حتى وإن تأخر."

تذكر سامي كذبة صغيرة قالها لصديقه في المدرسة... واحمرّ وجهه خجلاً. وعد نفسه ألّا يعيدها.

الرسالة الثانية: "العلم نور"

"كنت أدرس تحت ضوء الشمعة حين كانت الكهرباء تنقطع، لا تشتكِ من صعوبة الدراسة، فالكتب تفتح لك أبوابًا لا تراها الآن، لكنها تقودك إلى النجاح."

تذكر سامي شكواه اليومية من الواجبات، وابتسم بحياء. قرّر أن يفتح كتابه عند العودة.

الرسالة الثالثة: "برّ والديك"

"أمك وأبوك بابان للجنة، لا ترفعهما صوتًا، ولا تتأخر عن طلب لهما، فالدنيا تدور، وما تزرعه فيهما تحصده يومًا."

شعر سامي بحنين لأمه التي طلبت منه أن يرتب غرفته فرفض. أمسك هاتفه واتصل بها ليقول: "أحبك يا أمي."

الرسالة الرابعة: "اصنع المعروف ولا تنتظر شيئًا"

"ساعدت جارةً عجوزًا يومًا ما، وبعد سنين، أنقذ ابنها حياتي دون أن يعرف من أنا. المعروف لا يضيع، بل يعود، حين لا تتوقعه."

في آخر الصندوق، وجد سامي قصاصة صغيرة كتب عليها جده:

"إن وضعت هذه الرسائل هنا، فذلك لأنني أعلم أن سامي سيفتح الصندوق يومًا... وتلك اللحظة ستكون بداية جديدة له."

أغلق سامي الصندوق وعيناه تلمعان. نزل من العلية، حمل دفتره وبدأ يكتب:

"في بيت جدي، وجدت شيئًا لا يُشترى... وجدت الطريق إلى نفسي."

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
13
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز
المهارات