التيسير في الفتوى: مبدأ شرعي أم تساهل مرفوض؟

تفاصيل العمل

في عالم تتسارع فيه المتغيرات وتكثر فيه الأسئلة، تبرز الحاجة إلى فقهٍ يُراعي أحوال الناس، ويجمع بين الأصول الثابتة والواقع المتجدد، وهنا تأتي قيمة التيسير في الفتوى كمنهج أصيل في الشريعة، وليس مجرد تساهل كما قد يتوهم البعض.

فقد قال النبي ﷺ: "إنما بُعثتم ميسّرين ولم تُبعثوا معسّرين"، وقال تعالى: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر". وهذه النصوص تمثل قاعدة عامة في التشريع، توجّه المفتي إلى التروي، وفهم أحوال السائل، واختيار الرخصة المشروعة حين تكون أنسب لحاله.

لكن التيسير لا يعني إلغاء النصوص أو التلاعب بها، بل هو فقه دقيق يُراعي المقاصد، ويتطلب علمًا وخبرة. ولذلك، فإن الفتوى يجب أن تصدر من أهل العلم الموثوقين الذين يجمعون بين العلم بالكتاب والسنة، وفقه الواقع، وفهم النفوس.

ختامًا، فالتيسير في الفتوى ليس ضعفًا، بل حكمة، وهو أحد أسرار خلود هذا الدين ومرونته أمام متغيرات الزمان والمكان.