لعالم العربي في لحظة اختبار: من يُعيد رسم الخرائط؟

تفاصيل العمل

العالم العربي في لحظة اختبار: من يُعيد رسم الخرائط ؟"

مقال سياسي تحليلي عميق، يمزج بين الواقع والتحليل، ويلائم مجالات اهتمامك وخبرتك الصحفية.

في كل مرة يهتز فيها إقليم من أقاليم العالم العربي، تظهر ذات الأسئلة:

هل نحن في لحظة تحوّل؟ أم مجرد جولة جديدة من التآكل البطيء؟

تمر القضايا العربية من فلسطين إلى السودان، من اليمن إلى لبنان، ومن الخليج إلى المغرب – بحالة من السيولة السياسية والأمنية والاقتصادية، وكأننا في انتظار إعادة تشكيل شاملة للمنطقة… لكن بأدوات خارجية وموازين داخلية هشّة.

لقد أصبح "الوضع العربي" هو العنوان الدائم للأزمات، لا للتكتلات ولا للفرص. وبينما ترسم القوى الكبرى خرائط جديدة للمصالح والنفوذ، يقف العالم العربي في لحظة اختبار حقيقية: من سيبقى؟ من سيتحوّل؟ ومن سيتلاشى من التاريخ بهدوء؟

ورغم الحديث المتكرر عن "الهوية العربية" و"الوحدة"، إلا أن الواقع يشهد تفتتًا غير مسبوق، حيث تتآكل المؤسسات الإقليمية، وتتحول المبادرات المشتركة إلى بيانات بروتوكولية بلا مضمون.

جامعة الدول العربية، التي وُلدت قبل الأمم المتحدة، أصبحت اليوم كيانًا رمزيًا، أقصى ما تقوم به هو "رعاية المصالحات الشكلية"، دون أن تمارس أي ضغط حقيقي على الأرض.

القضية لم تعد فقط في غياب التنسيق العربي، بل في أن الخرائط السياسية تُرسم اليوم على مكاتب واشنطن وطهران وتل أبيب وأنقرة، بينما يظل الصوت العربي باهتًا، مُستدعى عند الحاجة فقط.

الحرب على غزة، والتغيرات في التحالفات الخليجية، والانقلابات الناعمة في أكثر من دولة، تؤكد أن العالم العربي لم يعد هو صانع مصيره.

وأخيرا. نحن الآن أمام خيارين لا ثالث لهما

إما أن نبني مشروعًا عربيًا حقيقيًا يتجاوز الشعارات قائمًا على مصالح الناس وتكامل الموارد،

وإما أن نستمر في التآكل قطعة قطعة، حتى نتحول إلى فسيفساء من الدويلات والولاءات المتناقضة، يُعاد تشكيلها حسب رغبة الأقوى.

إنها لحظة اختبار حقيقية، والنتيجة لم تُكتب بعد…

هويدا عبد الوهاب

ملفات مرفقة

بطاقة العمل

اسم المستقل
عدد الإعجابات
0
عدد المشاهدات
4
تاريخ الإضافة
المهارات