هناك دوماً أمنيات وأحلام تُبنى في الخيال، لكن الواقع غالبًا يكون أكثر صعوبة وألمًا.
كنتُ أحلم بالسفر لألتقي بفارس أحلامي، الذي بنيتُ في مخيلتي له بيتًا جميلاً من الحب والاهتمام. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا... فقد ودّعت أمي وبيتي، وتركت هناك كل أحلامي.
أمي التي ينفطر قلبي على رؤيتها، كانت الغربة أشد قسوة من كل ما تخيلت.
كل شيء بدا غريبًا: المدينة، الناس، الأشجار، البيوت، حتى فارس أحلامي نفسه.
كان قلبي يبكي تارة على أمي، وتارة على بيتي.
لم أتخيل أن السفر سيجعل قلبي حزينًا إلى هذا الحد. المدينة كانت باردة، والأيام الأولى كانت قاسية جدًا. كنتُ أحتاج فقط إلى حضن يعيدني للحياة.
كنتُ أشتاق لصوت أمي، لكن لم أجرؤ على مكالمتها، لأنني كنتُ أختنق عند سماع صوتها. كانت دموعي تهرول على خديّ، وكانت الأيام تشبه الموت البطيء.
تجاوزتُ كل ذلك بصعوبة، وبفضل من أحب، لكن الجرح بقي عميقًا في قلبي.
ورغم كل شيء، كان هذا اختياري.
ما زلتُ أبقى مستيقظة في المساء، أتذكر التفاصيل الجميلة في مدينتي. حتى النوم صار يهرب مني.
أنا أشقى وأتألم، لكنني أعرف أن عليّ أن أكون صامدة.
الغربة تحدٍّ... ويجب أن أفوز بالتحدي.