مقابلة زاهي حواس مع جو روغان تثير عاصفة من الجدل

جذبت المقابلة مشاهدات تخطت 1.3 مليون مشاهدة، لكن المذيع الأمريكي وصفها بأنها كانت أسوأ حلقة بودكاست قدمها على الإطلاق، معتبرا حواس "أسوأ ضيف" استضافه، وذلك خلال حواره مع نجم اتحاد كرة القدم الأمريكي آرون رودجرز. مضيفا أن تجربته مع حواس كانت مخيبة للآمال، واصفا إياه بأنه "شخص منغلق على نفسه، وكان مسؤولا عن حراسة كل المعرفة". كما اتهم روغان عالم الآثار برفض "قبول" نظريات بديلة حول تاريخ مصر"، وألمح إلى أن حواس كان متشددا في تفكيره. هذا وركّز اللقاء الذي استمر قرابة ساعتين على تاريخ الأهرامات المصرية. ولاحظ العديد من المشاهدين عدم اهتمام روغان الواضح طوال المحادثة. في المقابل حواس حاول التمسك والدفاع عن سردية ملامح وطنية متشددة بخصوص بناء الأهرامات، وهي أن بناء الأهرامات كان مشروعا قوميا على حد وصف زاهي حواس، وإنه لم يتضمن أي أسرار سوى عظمة البنّائين المصريين واجتهادهم. العالم المصري حواس لم يعط لمحاوره الفرصة لطرح أي أسئلة عليه، وإنما قام بمقاطعته والحديث بشكل أحادي في أغلب الحلقة. حواس اعتمد في محاولته لتأكيد روايته على كتابه اللي صدر في 2017 عن دار نشر جامعة شيكاغو بالتعاون مع عالم الآثار الأمريكي مارك لينر، وحمل الكتاب عنوان "الجيزة والأهرامات: التاريخ القطعي". وفي إطار الحديث الأحادي وفرض رواية واحدة باعتبارها رواية نهائية وحاسمة، استبعد حواس أي احتمالات بديلة أو اكتشافات بديلة حاول روغان السؤال عنها. ولم يستند حواس لأي حجج علمية مضادة في استبعاده لأي رواية بديلة إنما اكتفى بمجرد الاستبعاد، وصولا لوصف ادعاء مجموعة من الباحثين الإيطاليين عن اكتشاف إنشاءات عميقة أسفل الأهرامات باستخدام صور ملتقطة بالأقمار الصناعية، بأنها مجرد "خرافات". كما لم يقدم زاهي حواس أي أدلة واضحة على دقة روايته واكتفى بالإشارة إلى الكتاب الذي ذكرناه في كل سؤال تم طرحه عليه بشكل أثار السخرية، فضلا عن تأكيد حواس لسلطته الرمزية باعتباره الشخص الي استكشف كل شبر في منطقة الأهرامات، مما جعل روغان يصف حواس بأنه شخص ضيف الأفق ويتعامل كحارس لمعبد المعرفة. استغرق حواس نحو 38 دقيقة ليجيب عن كيفية بناء الأهرامات لكنه لم يجب عن السؤال داعيا المحاور للعودة لكتابه لمعرفة الجواب، استخدم حواس كلمة أنا 821 مرة خلال اللقاء، كما وصف العالم الإيطالي الذي تحدث عن الأهرامات بأنه "متصابي" في خروج صريح عن النص دون أي تعقيب من روغان، هذا وافتقرت الحلقة لمعايير الإعلام المعروفة بداية من تدخين السيجار بطريقة غير معهودة مرورا بنظرات روغان التي تعبر عن سخريته أو تعجبه من تحجر آراء الضيف وتعصبه لوجهة نظره دون السماح بأي مجادلة. إلى ذلك تباينت آراء المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي بشأن الحلقة، حيث رأى البعض أن حواس قدم أداءً قويا في الدفاع عن الحضارة المصرية، بينما اعتبر آخرون أن أسلوب الحوار لم يكن موفقا.