أسرار الرؤى الثلاث
في حياة كل إنسان، هناك ثلاث نظرات تشكل رؤيته للأشياء من حوله, النظرة الأولى هي تلك العفوية، حيث نرى السطح ونحكم بسرعة كوميض البرق,ثم تأتي النظرة الثانية، أكثر عُمقًا، حيث نحاول فهم التفاصيل والسبب وراء ما نراه, لكن النظرة الثالثة؟ إنها الأندر والأكثر إثارة.
إنها تلك اللحظة التي تتجاوز فيها العين الحُكم، ويصبح القلب والعقل مرآتين للمعاني الخفية,كيف يمكن لورقة تسقط من شجرة أن تكون قصيدة عن الزمن؟ وكيف يمكن لصمت الليل أن يحمل صخبًا من الأفكار؟
كل نظرة من هذه الثلاثة تحمل رسالة: نحن لا نرى الأشياء كما هي فقط، بل كما نحن, كل شيء حولنا هو انعكاس لعالمنا الداخلي، رحلة نحو فهم أعمق للحياة وما تحمله من أسرار.
تلك الرؤى والأشكال والصور التي يحملها البشر للنظر والنقد والحكم على الأشخاص والأشياء والأحداث، بعضها عفوية وبسيطة وانطباعية، بينما بعضها الآخر معقدة وعميقة ومركبة، وهي تعتمد على ما يملك الإنسان من أدوات وعلوم ومعارف، وكذلك بما يحمل من مواهب وقدرات ونظرات.
وقد ذكرت في المقال السابق، بعض الأشكال والمدارس والمناهج التي يُشكّلها النقد باعتباره مسطرة تقويمية مهمة لقياس مسارات الفكر والمزاج والسلوك لدى الأفراد والمجتمعات والأمم، وذلك بهدف توجيه وتطوير وازدهار المحتوى بكل أشكاله وأحجامه ومستوياته,ولكن كيف ننظر أو نقيس أو نحكم على الأشخاص والأشياء والأحداث؟، أو بمعنى آخر: كيف نكوّن "نظرة نقدية" لكل ما نواجه من أفكار وآراء ومواقف في حياتنا؟.
وبشيء من الاختزال والاختصار، سأنتخب قائمة صغيرة تضم أهم ثلاثة أنماط ينظر/يحكم به الإنسان على الأشخاص والأشياء والأحداث، طبعاً بحسب رأيي وتجربتي ونظرتي في الحياة:
الأولى: وهي "النظرة الميكروسكوبية" التي تُضخم وتُكبر الأفكار والأشخاص والأحداث، بل وتصنع هالة بانورامية ضخمة لتفاصيل هي ليست كذلك، بل هي في الحقيقة/الطبيعة صغيرة جداً, هذه النظرة/الرؤية التكبيرية للأفكار والأشخاص والأشياء جعلتنا لا نعرف قيمة أو حجم أو حقيقة الكثير من ملامح وتفاصيل وقصص في حياتنا.
الثانية: وهي "النظرة التاريخية" والعودة الدائمة للأفكار والأحداث والقناعات التي عفا عليها الزمن، بل وتجاوزها بشكل كبير، إلا عند هؤلاء الذين يحملون ويتبنون ويؤمنون بهذه النظرة التي تعشق الأمس وتُمجّد الماضي بكل صفحاته وصوره وتراثه,هذه النظرة التاريخية التي مازالت تسكن الأمس، جعلتنا لا نرى جيداً يومنا الحاضر، بل وقد ألهتنا عن التفكير بغدنا الزاهر.
الثالثة: وهي "النظرة المؤامراتية" التي قد تُغيّبنا عن واقعنا الحقيقي ونظرتنا الموضوعية للأفكار والأشخاص والأشياء، وهي تُمثّل حالة متشككة تلجأ لهذه الطريقة في التفكير والتحليل والتفسير والتي تُعطل العقل وتُلغي المنطق وتحجب الرؤية,هذه النظرة/النظرية التي نفزع إليها بين الحين والآخر، قد لا يكون لها ثمة وجود إلا في مخيلتنا الضيقة التي تخاف من المواجهة وتُفضل نمطاً رابعاً يستحق أن يُضاف لهذه القائمة وهي "النظرة النعامية" والتي يُمارسها النعام للهروب من مواجهة الحقيقة بدفن رأسه في التراب.
The Secrets of the Three Visions
In the life of every human being, there are three perspectives that shape how we see things around us, The first is the spontaneous one, where we see the
surface and judge as quickly as a flash of lightning.
we see the surface and judge as quickly as a flash of lightning, then comes the second, more in-depth look, where we try to understand the details and the reason behind what we see.
we try to understand the details and the reason behind what we see, but the third look? It's the rarest and most exciting.
It's that moment when the eye
the eye transcends judgment, and the heart and mind become mirrors of hidden meanings.
a leaf falling from a tree can be a poem about time? How can the silence of the night hold a cacophony of
of thoughts?
Each of these three gazes
carries a message: We see things not only as they are, but as we are, everything around us is a reflection of our inner world.
of our inner world, a journey towards a deeper understanding of life and its secrets.
Those visions, shapes
and images that humans carry to look, criticize, and judge people, things, and events.
Some are spontaneous, simple and impressionistic, while others are complex, deep and complex, and they depend based on the tools, sciences, and knowledge, as well as the talents, abilities, and outlook.
In the previous article
I mentioned some of the forms, schools, and approaches that criticism constitutes as an important ruler
to measure the paths of thought, mood, and behavior of individuals, societies, and nations.
In order to guide, develop and flourish content in all its forms, sizes and levels, but how do we
How do we look, measure, or judge people, things, and events? How do we form a
a “critical view” of all the ideas, opinions, and attitudes we encounter in our lives?
To summarize
I will select a small list of the three most important patterns by which humans view/judge people, things, and events
people, things, and events, according to my opinion, experience, and outlook on life: