عنوان: "ظل الحياة"
كان يوسف يعيش في مدينة صغيرة تطل على البحر. كانت الأيام تمر ببطء، والوقت يبدو وكأنه يقف في مكانه، لكنه كان يعرف أن خلف تلك اللحظات الهادئة يكمن حلم كبير. حلمه أن يصبح كاتبًا يُحتفى به في كل مكان.
ذات مساء، بينما كان يجلس في غرفته الصغيرة محاطًا بالكتب المبعثرة حوله، شعر بشيء غريب. كانت الساعة تدق الثانية عشرة، والشوارع في الخارج خالية، لكن في قلبه كان هنالك صوت خافت يدعوه للكتابة، ليبدع، ليكتب شيئًا يغير مجرى حياته.
فتح يوسف جهاز الكمبيوتر وبدأ في الكتابة. لم يكن لديه فكرة واضحة عما سيكتب، لكن الكلمات بدأت تتدفق كما لو كانت من عالم آخر. ساعات مرّت وكأنها دقائق، حتى أنهى أول قصة له.
كانت القصة عن رجل كان يسافر في رحلةٍ بحثًا عن معنى الحياة، لكنه اكتشف في النهاية أن الحياة ليست شيئًا يمكن أن يُبحث عنه في مكان بعيد، بل في اللحظات البسيطة اليومية. الرجل في القصة، مثل يوسف، أدرك أن سعيه كان عبثًا، وأنه كان يحمل بين يديه كل ما يحتاجه ليشعر بالسعادة.
عندما انتهى من الكتابة، شعر بشيء لم يشعر به من قبل؛ كان قلبه أخف، وعقله أكثر صفاءً. لكن الأهم من ذلك، كان قد فهم أن الكتابة ليست مجرد وسيلة لكسب الرزق، بل هي الحياة نفسها.
قرر يوسف أن يشارك قصته مع العالم. نشرها على منصات الكتابة الإلكترونية، ومنذ ذلك الحين، بدأ يتلقى رسائل من قراءٍ كانوا يشكرونه على ما كتب. أدرك حينها أن النجاح لا يأتي بالبحث عن شيء بعيد، بل هو في تقديم ما لديك، وبكل صدق.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح يوسف كاتبًا معروفًا في كل أنحاء المدينة، لكنه ظل يتذكر دائمًا تلك اللحظة في غرفته الصغيرة حين بدأ في الكتابة، التي كانت بمثابة بداية حلمٍ جديد.
اسم المستقل | مصطفي ا. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 6 |
تاريخ الإضافة |