تفاصيل العمل

#قصة_قصيرة

ما زالت تتجرع مرارة ذلك الحب القديم... والدموع على وجنتيها لا تنضب.. الحزن يعتصر قلبها ... تحاول ان تتعافى من عشقها لذاك الحبيب الذى تركها ...فقط لانها ترفض ان تحبه حبا لا يرضى ربها ...تركها ليرتبط بأخرى تلبى له رغباته .. وتعيش معه قصص الحب الملتهبة...

قامت وصلت ودعت وناجت ربها وقالت يارب ليس لى سواك فأعطه ما يستحق وانسنى حبه ..نق قلبى من خطايا ذلك الحب ... سامحنى حين ابتعدت عنك بحبه ... ارزقنى من يقربنى حبه إليك ... واغفر لى ما كان منى..انتهت من صلاتها والدموع تملأ عينيها...ثم بدأت تتمتم.....لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين...واخذت ترددها حتى غفت... واذا بها داخل حجرة مظلمة...فارتعدت اوصالها واحست بخوف شديد...انها تخشى تلك الظلمة كثيرا...اخذت تنظر برعب فى جنبات ذلك المكان المظلم ... وكأنها قد فقدت بصرها من شدة الظلام حولها...حاولت ان تدلف الى الامام ولو لخطوات ...لكنها لم تقو على ذلك فقد كانت مقيدة ولا تستطيع الحراك...حاولت ان تتخلص من تلك القيود ..... وبصعوبة بالغة بدأت تتحرر ولكن الرعب مازال مسيطرا عليها ...بدأت تبكى بكاءا شديدا وهى تتساءل اين انا؟!! وما الذى الذى اتى بى إلى هنا؟!!...وبعد بضع ثوان من الخوف واليأس من النجاة.. اذا بشعاع من نور يأتى من بعيد...بدأ قلبها ينتفض ودلفت بإتجاه ذلك الشعاع بفرحة تشبه فرحة الاطفال بشروق فجر يوم العيد.......فجأة بدأ ذلك الشعاع فى الابتعاد والنور اخذ فى التضاؤل وظهر امامها شخص حجب شعاع النور عنها... نظرت بفزع إلى ذلك الشخص فإذا به يمد إليها يده ... فأمعنت النظر به فإذا به ذلك الشاب الذى احبته...ما الذى اتى به إلى هنا ؟! وما الذى يريده منها ؟!!! .....رفضت ان تمد إليه يدها وذهبت بعيدا عنه تبحث عن النور...حاولت ان تتخطى كل العقبات التى فى طريقها لذلك النور ... وتواجه خوفها وارتعاد اوصالها من ذلك الظلام الدامس فتذكرت دعاءا كانت تردده وبدأت تردد "لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين" فإذا ببساط من نور يظهر تحت اقدامها يسوقها بإتجاه ذلك النور واخذت تردد الدعاء اكثر فإذا بذلك البساط يطير بها بإتجاه ذلك النور مجابها كل العوائق والعقبات فى طريقها ....اخذت تقترب من شعاع النور اكثر فأكثر إلى ان وصلت فتنفست الصعداء...... وبدأت تبحث عن مصدر ذلك النور فإذا به يأتى من كتاب يشع بالنور .... اخذت ذلك الكتاب وفتحته ... فوجدت كلماته من نور ... رائحته عطرة بعطر لم تشم رائحة بجماله من قبل ... شعرت بقشعريرة تنتاب كل اوصالها من هيبة وجلال ذلك الكتاب العظيم .... بدأت تقرأ بعض كلماته ... فقرأت {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ} ثم قلبت بعض الصفحات الاخرى فقرأت {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ} ثم اجهشت بالبكاء و قلبت بعض صفحات اخرى وقرأت {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} اخذت تبكى بكاءا شديدا وتقبل ذلك الكتاب العظيم وتضعه فوق راسها وتحيطه بيديها بإجلال وتعظيم... إنه كتاب الله ... اغمضت عينيها من شدة ذلك النور الذى ينبعث منه ...واحست بالراحة والامان ظلت هكذا لبضع ثوان اخرى...لكنها فزعت مرة اخرى حينما شعرت بيد تربت على كتفها وصوت ينادى بإسمها.... وبصعوبة بالغة حاولت ان تفتح عينيها فإذا بوالدتها توقظها وتقول لها ... استيقظى يا حبيبتى فقد اتصل والدك من عمله يقول ان هناك عريس قادم لخطبتك .... قامت مبتسمة من مرقدها وقالت لها يا امى لا اريد زواجا ولا خاطبا دعينى مع القرأن والصلاة واخذت تقرأ فى كتاب الله وتبكى .... بعد قليل اتى ذلك الخاطب مع والدها ... واتت إليها والدتها لتقنعها بمقابلة ذلك العريس... ولكنها رفضت وتوسلت إليها ان تستجيب لرغبتها ... واضطرت والدتها للاعتذار لذلك الخاطب .... لكنه بكى وأصر على مقابلتها و قال لها اخبريها ان شعاع النور الذى انار لها الظلام دخل إلى قلب ذلك الخاطب واناره .... دخلت إليها والدتها وهى لا تفهم شيئا وحين قصت عليها ما قال... انتفضت الفتاة وتذكرت الرؤية التى رأتها وتعجبت من ذلك الخاطب وكيف له ان يعلم بشعاع النور وقررت ان تراه.....ذهبت مع والدتها إليه فى ترقب دون ان تنظر إليه فسمعت صوته يتحدث إلى والدها...فاحست بخفقان قلبها....انه صوته ...حقا انه نفس الصوت ... رفعت بصرها بلهفة .....واجهشت بالبكاء عندما رأته.... انه هو ...ذلك الشاب الذى احبته حبا شديدا...وحبه ملك عليها قلبها.. لكنها تركته خشية لله ..... حبا وطمعا فى رضا الله... هو الان يتوسل إلى والدها ان يقبله زوجا لها بشرع الله.... ابتسمت حين رأت دموع الفرحة بمقلتيه وهو ينظر إليها فى ندم...وتذكرت قول الله سبحانه

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ}