( عُنْوَانُ اَلْقِصَّةِ : لَيْلَى : فَتَاةٌ فُضُولِيَّةٌ عُمْرُهَا 10 سَنَوَاتٍ )
( المؤلف: علي الغامدي )
مُقَدِّمَةُ اَلْكِتَابِ:
"لَيْلَى: فَتَاةٌ فُضُولِيَّةٌ عُمْرُهَا 10 سَنَوَاتٍ" هي قِصَّةٌ كُتِبَتْ بِيَدِ عَلِي اَلْغَامِدِي ، كَاتِبٌ مُلْهَمٌ يُحِبُّ اِسْتِكْشَافَ اَلْعَوَالِمِ اَلسِّحْرِيَّةِ وَنَقْلَهَا إِلَى اَلْقُرَّاءِ اَلصِّغَارِ ، مِنْ خِلَالِ كِتَابَاتِهِ يَسْعَى عَلِي اَلْغَامِدِي لِإِلْهَامِ اَلْأَطْفَالِ لِتَكُونَ لَدَيْهِمْ شَجَاعَةٌ وَفُضُولٌ لِاسْتِكْشَافِ اَلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ.
مُقَدِّمَةُ اَلْقِصَّةِ:
مَرْحَبًا يَا صِغَار: اِسْتَعِدُّوا لِلْاِنْطِلَاقِ فِي مُغَامَرَةٍ سِحْرِيَّةٍ مَعَ لَيْلَى ، اَلْفَتَاةِ اَلْفُضُولِيَّةِ ذَاتِ اَلْعَشْرِ سَنَوَاتٍ ، لَيْلَى لَيْسَتْ كَبَاقِي اَلْأَطْفَالِ فُضُولُهَا يَأْخُذُهَا إِلَى أَمَاكِنَ لَمْ يَسْبِقْ لَهَا أَنْ تَخَيَّلَتْهَا ، فِي هَذِهِ اَلْقِصَّةِ سَنُرَافِقُ لَيْلَى وَهِيَ تَكْتَشِفُ أَسْرَارَ اَلْغَابَةِ اَلْقَدِيمَةِ ، تَقَابِلُ مَخْلُوقَاتٍ غَرِيبَةً وَتَحُلُّ أَلْغَازًا مُثِيرَةً ، فَمَا هِيَ اَلْمُفَاجَآتُ اَلَّتِي تَنْتَظِرُ لَيْلَى فِي رِحْلَتِهَا ؟ اِنْضَمُّوا إِلَيْنَا لِتَعْرِفُوا كَيْفَ تَسْتَخْدِمُ شَجَاعَتَهَا وَذَكَاءَهَا لِمُوَاجَهَةِ اَلتَّحَدِّيَاتِ وَتَحْقِيقِ أَحْلَامِهَا ، اِسْتَعِدُّوا لِأَنَّ اَلْمُغَامَرَةَ تَبْدَأُ اَلْآنَ.
اَلْجُزْءِ اَلْأَوَّلِ : اَلْغَابَةُ اَلْغَامِضَةُ :
اَلْفَصْلُ اَلْأَوَّلُ : بِدَايَةَ اَلْمُغَامَرَةِ .
كَانَتْ لَيْلَى، اَلْفَتَاةُ اَلْفُضُولِيَّةُ اَلَّتِي تَبْلُغُ مِنْ اَلْعُمْرِ 10 سَنَوَاتٍ ، دَائِمًا تَشْعُرُ بِجَاذِبِيَّةٍ غَامِضَةٍ نَحْوَ اَلْغَابَةِ اَلْقَدِيمَةِ اَلْمَوْجُودَةِ عَلَى أَطْرَافِ قَرْيَتِهَا ، تِلْكَ اَلْغَابَةُ كَانَتْ مُحَاطَةً بِالْأَسْرَارِ وَالْحِكَايَاتِ اَلْقَدِيمَةِ اَلَّتِي تُرْوَى حَوْلَهَا ، قَالَتْ لَهَا جَدَّتُهَا مَرَّةً: يَا لَيْلَى اَلْغَابَةُ تِلْكَ لَيْسَتْ كَأَيَّ غَابَةٍ ، إِنَّهَا مَلِيئَةٌ بِالْأَسْرَارِ وَالْمُفَاجَآتِ ، لَكِنْ عَلَيْكِ أَنْ تَكُونِيَ حَذِرَةً ، لِأَنَّ لَيْسَ كُلُّ مَا فِيهَا كَمَا يَبْدُو ، فِي صَبَاحِ يَوْمٍ مُشْمِسٍ قَرَّرَتْ لَيْلَى أَنَّهَا سَتَكْتَشِفُ بِنَفْسِهَا مَا تُخْفِيهِ تِلْكَ اَلْغَابَةُ وَضَعَتْ حَقِيبَتَهَا اَلصَّغِيرَةَ عَلَى ظَهْرِهَا وَمَلَأَتْهَا بِبَعْضِ اَلطَّعَامِ وَالْمَاءِ بِالْإِضَافَةِ إِلَى دَفْتَرِ مُلَاحَظَاتِهَا وَقَلَمِهَا وَكَانَتْ جَاهِزَةً لِلْبَدْءِ فِي مُغَامَرَتِهَا اَلْأُولَى ، دَخَلَتْ لَيْلَى اَلْغَابَةَ بِحَذَرٍ مُسْتَمِعَةً إِلَى أَصْوَاتِ اَلْعَصَافِيرِ اَلَّتِي تُغَرِّدُ مِنْ حَوْلِهَا وَأَوْرَاقِ اَلْأَشْجَارِ اَلَّتِي تَهْمِسُ بِبَعْضِهَا اَلْبَعْضَ ، كُلُّ شَيْءٍ بَدَا هَادِئًا فِي اَلْبِدَايَةِ وَلَكِنَّهَا شَعَرَتْ بِأَنَّ هُنَاكَ شَيْئًا غَيْرَ عَادِيٍّ فِي اَلْأَجْوَاءِ وكُلَّمَا تَعَمَّقَتْ فِي اَلْغَابَةِ ، لَاحَظَتْ أَنَّ اَلْأَشْجَارَ أَصْبَحَتْ أَكْثَرَ كَثَافَةً وَأَنَّ اَلضَّوْءَ بَدَأَ يَتَلَاشَى تَدْرِيجِيًّا ، تَوَقَّفَتْ لَيْلَى قَلِيلًا لِتَأْخُذَ قِسْطًا مِنَ اَلرَّاحَةِ وَجَلَسَتْ عَلَى صَخْرَةٍ كَبِيرَةٍ وَأَخْرَجَتْ دَفْتَرَهَا لِتُدَوِّنَ مُلَاحَظَاتِهَا وَأَثْنَاءَ اَلْكِتَابَةِ ، سَمِعَتْ صَوْتًا غَرِيبًا يُشْبِهُ اَلْهَمْسَ يَأْتِي مِنْ خَلْفِهَا ، اِسْتَدَارَتْ بِبُطْءِ لِتَرَى مَصْدَرَ اَلصَّوْتِ ، لَكِنَّهَا لَمْ تَجِدْ شَيْئًا ، عَادَتْ إِلَى اَلْكِتَابَةِ وَلَكِنَّ اَلصَّوْتَ تَكَرَّرَ مَرَّةً أُخْرَى ، هَذِهِ اَلْمَرَّةَ كَانَ أَقْرَبَ وَشَعَرَتْ بِقُشَعْرِيرَةٍ تَسْرِي فِي جَسَدِهَا ، قَرَّرَتْ أَنْ تَتَبَّعَ اَلصَّوْتَ فَقَامَتْ مِنْ مَكَانِهَا وَتَبِعَتْ اَلْهَمَسَاتِ حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى مِنْطَقَةٍ مَفْتُوحَةٍ فِي قَلْبِ اَلْغَابَةِ ، هُنَاكَ فِي وَسَطِ اَلْمِنْطَقَةِ اَلْمَفْتُوحَةِ وَجَدَتْ شَجَرَةً ضَخْمَةً بِأَوْرَاقٍ ذَهَبِيَّةِ اَللَّوْنِ لَمْ تَرَ مِثْلَهَا مِنْ قَبْلُ ، بَدَتِ اَلشَّجَرَةُ وَكَأَنَّهَا تَنْبِضُ بِالْحَيَاةِ ، اِقْتَرَبَتْ لَيْلَى بِبُطْءِ مِنَ اَلشَّجَرَةِ وَمَدَّتْ يَدَهَا لِتَلْمِسَ إِحْدَى اَلْأَوْرَاقِ ، وَفَجْأَةً شَعَرَتْ بِشَيْءٍ غَرِيبٍ يَحْدُثُ.
1 . اَلِاكْتِشَافُ اَلْمُفَاجِئُ.
حِينَمَا لَمَسَتْ لَيْلَى اَلْوَرَقَةَ اَلذَّهَبِيَّةَ ، شَعَرَتْ بِتَيَّارٍ كَهْرَبَائِيٍّ طَفِيفٍ يَسْرِي فِي جَسَدِهَا وَكَانَتِ اَلْوَرَقَةُ نَاعِمَةً وَدَافِئَةً وَكَأَنَّهَا تَحْمِلُ طَاقَةً غَرِيبَةً ، فَجْأَةً، بَدَأَتِ اَلشَّجَرَةُ تَتَوَهَّجُ بِضَوْءٍ ذَهَبِيٍّ وَسَمِعَتْ لَيْلَى صَوْتًا نَاعِمًا يَأْتِي مِنْ اَلشَّجَرَةِ نَفْسِهَا: أَهْلًا بِكِ يَا لَيْلَى ، لَقَدْ كُنْتُ أَنْتَظِرُكِ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ ، تَرَاجَعَتْ لَيْلَى قَلِيلًا بِدَهْشَةٍ ، وَلَكِنَّ فُضُولَهَا دَفَعَهَا لِلْبَقَاءِ سَأَلَتْ بِصَوْتٍ مُتَرَدِّدٍ: مَنْ أَنْتِ ؟ وَكَيْفَ تَعْرِفِينَ اِسْمِي ؟ أَجَابَتِ اَلشَّجَرَةُ: أَنَا رُوحُ هَذِهِ اَلْغَابَةِ وَأَعْرِفُ كُلَّ مَنْ يَجْرُؤُ عَلَى دُخُولِهَا وَلَدَيْكِ قَلْبٌ نَقِيٌّ وَرُوحٌ شُجَاعَةٌ وَلِذَلِكَ اِخْتَرْتُكِ ، بَدَأَتِ اَلشَّجَرَةُ تَتَحَرَّكُ بِبُطْءٍ وَكَأَنَّهَا تَفْتَحُ بَابًا مَخْفِيًّا فِي جِذْعِهَا ، ظَهَرَ مَمَرٌّ صَغِيرٌ مُضَاءٌ بِأَضْوَاءٍ ذَهَبِيَّةٍ وَدَعَتِ اَلشَّجَرَةُ لَيْلَى لِلدُّخُولِ: تَعَالِي يَا لَيْلَى هُنَاكَ عَالَمٌ آخَرُ خَلْفَ هَذَا اَلْبَابِ عَالَمٌ مَلِيءٌ بِالْأَسْرَارِ وَالْمُفَاجَآتِ ، عَلَيْكِ أَنْ تَكُونِيَ شُجَاعَةً وَمُسْتَعِدَّةً لِمُوَاجَهَةِ اَلتَّحَدِّيَاتِ اَلَّتِي سَتُوَاجِهُكِ ، تَرَدَّدَتْ لَيْلَى لِلَحْظَةٍ وَلَكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تَدْخُلَ وَكَانَتْ تَعْلَمُ أَنَّ هَذِهِ اَلْمُغَامَرَةَ سَتَكُونُ فَرِيدَةً مِنْ نَوْعِهَا وَأَنَّهَا قَدْ لَا تَحْصُلُ عَلَى فُرْصَةٍ مُشَابِهَةٍ مَرَّةً أُخْرَى ، دَخَلَتِ اَلْمَمَرَّ بِحَذَرٍ وَكُلَّمَا تَقَدَّمَتْ شَعَرَتْ بِأَنَّ اَلْعَالَمَ مِنْ حَوْلِهَا يَتَغَيَّرُ ، بَدَأَتْ تَرَى مَنَاظِرَ طَبِيعِيَّةً خَلَّابَةً لَمْ تَرَ مِثْلَهَا مِنْ قَبْلُ وَأَلْوَانًا لَمْ تَكُنْ مَوْجُودَةً فِي عَالَمِهَا وَصَلَتْ لَيْلَى إِلَى نِهَايَةِ اَلْمَمَرِّ وَوَجَدَتْ نَفْسَهَا فِي وَادٍ جَمِيلٍ مَلِيءٍ بِالزُّهُورِ وَالنَّبَاتَاتِ اَلْغَرِيبَةِ ، فِي وَسَطِ اَلْوَادِي ، كَانَتْ هُنَاكَ بُحَيْرَةٌ صَغِيرَةٌ تَتَلَأْلَأُ بِمِيَاهِهَا اَلزَّرْقَاءِ اَلصَّافِيَةِ وَكَانَتْ هُنَاكَ كَائِنَاتٌ غَرِيبَةٌ وَجَمِيلَةٌ تَطِيرُ حَوْلَهَا تُشْبِهُ اَلْفَرَاشَاتِ اَلْكَبِيرَةِ بِأَجْنِحَةٍ شَفَّافَةٍ ، اِقْتَرَبَتْ لَيْلَى مِنَ اَلْبُحَيْرَةِ وَجَلَسَتْ عَلَى ضِفَافِهَا ، مُسْتَمْتِعَةً بِجَمَالِ اَلْمَكَانِ وَلَكِنْ فَجْأَةً ظَهَرَتْ مِنْ وَسَطِ اَلْمِيَاهِ شَخْصِيَّةٌ غَامِضَةٌ ، اِمْرَأَةٌ جَمِيلَةٌ بِمَلَامِحَ رَقِيقَةٍ تَرْتَدِي ثَوْبًا أَزْرَقَ بِلَوْنِ اَلسَّمَاءِ وَكَانَتْ تَبْتَسِمُ لِلَيْلَى بِلُطْفٍ ، قَالَتِ الاِمْرَأَةُ: مُرَحَّبًا بِكِ يَا لَيْلَى أَنَا حَارِسَةُ هَذَا اَلْمَكَانِ أَنْتِ هُنَا اَلآنَ لِأَنَّكِ اِخْتَرْتِ اَلْمُغَامَرَةَ وَاكْتِشَافَ اَلْمَجْهُولِ ، هُنَاكَ اَلْكَثِيرُ لِتَتَعَلَّمِيهِ هُنَا وَالْكَثِيرُ مِنَ اَلْأَسْرَارِ اَلَّتِي تَنْتَظِرُكِ ، اِبْتَسَمَتْ لَيْلَى وَأَجَابَتْ بِحَمَاسٍ: أَنَا مُسْتَعِدَّةٌ لِلتَّعَلُّمِ وَاسْتِكْشَافِ هَذَا اَلْعَالَمِ اَلْجَدِيدِ مَاذَا يَجِبُ أَنْ أَفْعَلَ أَوَّلًا ؟ رَدَّتِ اَلْحَارِسَةُ: كُلُّ شَيْءٍ فِي وَقْتِهِ حُلْوٌ وَلَكِنْ أَوَّلًا يَجِبُ أَنْ تَلْتَقِيَ بِبَقِيَّةِ سُكَّانِ هَذَا اَلْعَالَمِ وَتَتَعَلَّمِي مِنْ حِكْمَتِهِمْ وَسَتَكُونُ هَذِهِ رِحْلَتُكِ اَلْأُولَى فِي هَذَا اَلْمَكَانِ اَلسَّاحِرِ ، وَهَكَذَا بَدَأَتْ لَيْلَى مُغَامَرَتَهَا فِي اَلْعَالَمِ اَلسَّاحِرِ، مُسْتَعِدَّةً لِمُوَاجَهَةِ اَلتَّحَدِّيَاتِ وَاكْتِشَافِ اَلْأَسْرَارِ اَلَّتِي تَنْتَظِرُهَا وَكَانَ قَلْبُهَا مَلِيئًا بِالْحَمَاسِ وَالتَّوَقُّعِ ، وَعَرَفَتْ أَنَّ هَذِهِ اَلرِّحْلَةَ سَتُغَيِّرُ حَيَاتَهَا إِلَى اَلْأَبَدِ.
اسم المستقل | علي ا. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 10 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |