تفاصيل العمل

تقدير الذات لحياه متوازنه

تقدير الذات: رحلة البحث عن القوة الداخلية

في عالم يمتلئ بالصخب والضغوط، تبرز قيمة تقدير الذات كقصة درامية تنبض بالمشاعر والصراعات. تقدير الذات ليس مجرد مفهوم نفسي، بل هو مرآة تعكس كيف يرى الإنسان نفسه، ومدى اعترافه بقيمته في هذا الكون المزدحم. تبدأ هذه القصة عندما يقف الإنسان أمام ذاته، يتأملها بشجاعة أو يخشاها بخجل.

جذور تقدير الذات

تقدير الذات يتشكل منذ الطفولة، حين يكون الإنسان صفحة بيضاء، تكتب عليها كلمات التشجيع أو النقد, كارل روجرز_أحد أبرز علماء النفس الإنساني، يرى أن تقدير الذات ينمو من خلال التجارب الأولى التي يحصل فيها الطفل على القبول غير المشروط من محيطه Rogers, 1959.

لكن ماذا يحدث عندما تكون تلك الكلمات مليئة بالنقد أو التوبيخ؟ تبدأ الشخصية في التراجع، ويبدأ الصوت الداخلي السلبي بالهمس: "أنت لست جيدًا بما يكفي." هنا تبدأ الدراما النفسية في الظهور، حيث يواجه الإنسان صراعًا داخليًا بين ما يشعر به وبين ما يراه الآخرون.

الدراما الداخلية

في المشهد الدرامي الثاني، نرى شخصًا جالسًا وحيدًا على حافة سريره، يضع رأسه بين يديه وهو يعيد شريط الذكريات:

•"لماذا لم أكن شجاعًا في تلك اللحظة؟"

•"كيف يمكنني أن أكون بهذا السوء؟"

تقدير الذات، أو نقصه، يمكن أن يتحول إلى عدو داخلي. دراسة نشرتها مجلة Psychological Review أوضحت أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف تقدير الذات يعانون من صعوبة في اتخاذ القرارات والقدرة على مواجهة التحديات، مما يؤدي إلى تكرار الفشل وزيادة الإحباطPsychological Review, 1996.

لكن في وسط هذه الدراما، تظهر بصيص أمل صغير: "ماذا لو كانت هناك طريقة لإعادة بناء تقديري لذاتي؟"

بناء تقدير الذات

كما يُقال، "حتى أشد الظلام لا يطغى على شعاع صغير من النور." يبدأ الإنسان في البحث عن طرق لاستعادة تقدير الذات. ربما تكون البداية مع خطوات بسيطة، مثل التوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين. وفقًا لبحث أجرته جامعة ستانفورد، فإن ممارسة الامتنان وتسجيل الإنجازات اليومية يساعد على تعزيز تقدير الذات بنسبة تصل إلى 40% خلال شهر واحد فقط (Stanford, 2015 .

تخيل مشهدًا ملهمًا: شخص يكتب على دفتر صغير قبل النوم ثلاثة أشياء جيدة حدثت له في يومه, شيئًا فشيئًا. تبدأ الثقة بالنفس بالعودة، مثل زهرة تنمو في أرض جافة بعد أن نزلت عليها قطرات المطر.

الفصل الرابع: تقدير الذات والعلاقات

تقدير الذات لا يؤثر فقط على الإنسان نفسه، بل يمتد تأثيره إلى علاقاته مع الآخرين, كتاب The Six Pillars of Self-Esteem لـ ناثانيال براندن يوضح أن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذات عالٍ قادرون على بناء علاقات صحية ومستدامة، لأنهم لا يبحثون عن التقدير من الآخرين بل يستمدونه من داخلهم Branden, 1994.

نرى شخصًا يبتسم بثقة أثناء نقاش مع صديق، يتحدث بثبات ولا يخشى الحكم عليه. هذا ليس لأنه مثالي، بل لأنه تقبّل نفسه بكل ما فيها من عيوب ومميزات.

الخاتمة: تقديرالذات كنهاية سعيدة

مثل أي قصة درامية جيدة، ينتهي سرد تقدير الذات بانتصار البطل على كل الأصوات السلبية في داخله. كما قال الكاتب أوسكار وايلد: "أن تحب نفسك هو بداية قصة حب تدوم للأبد" Wilde, 1889.

في النهاية، تقدير الذات ليس هدية تُمنح، بل رحلة يخوضها الإنسان ليعرف قيمته في هذا العالم, إنه قبول للنفس، واحترام للعيوب قبل المميزات.

ملفات مرفقة

بطاقة العمل

اسم المستقل مصطفى أ.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 13
تاريخ الإضافة
تاريخ الإنجاز