في هذه القصة، لا يُقدّم الحزن كفكرة مجردة، بل كشخصية تكاد تكون من لحم ودم. يتسلل إلى حياة البطل بهدوء، يجلس إلى جواره، يتحدث أحيانًا، ويصمت طويلًا أحيانًا أخرى. السرد لا يمشي في خط زمني تقليدي، بل يتقاطع مع الذاكرة، الأحلام، ودهاليز النفس، وكأن القصة تحدث في مكان ما بين النوم واليقظة.
الكلمات مشحونة بالصور، كل جملة تحمل وزنًا، وكل لحظة في النص تبدو وكأنها تحمل عمرًا كاملًا من الصمت والانكسار. لا أسماء، لا وجوه واضحة، فقط مشاعر تتكاثف لتخلق عالمًا داخليًا يغرق فيه القارئ بهدوء.
هذه ليست مجرد قصة عن الحزن، بل معايشة له — تأمل في طبيعته، في كيف يمكنه أن يتحول إلى رفيق، أو مرآة، أو حتى بيت نسكنه حين لا نجد مأوى في الواقع.