كثيرٌ منا تربى على فكرة الشك في كل شيء، والتفكير الكثير قبل أي قرار، خشية منهم أن يجعلنا ذلك نقع في دائرة الأخطاء اللامتناهية، ولكن ماذا عن الفرص التي قد تضيع عوضًا عن الخوف من ارتكاب الأخطاء؟!
في الحقيقة، قد تفسد الأمهات أشياء فينا لا تنصلح عبر الزمان، ولا التجارب، ولا أي شيء، فقط لأنها تنشأ معنا عبر سنوات الطفولة الأولى التي يتكون فيها سلوكنا ومشاعرنا وذكرياتنا.
لذلك فالطريقة التي نتعامل بها بعد ذلك في الحياة تبدأ أولا من تلك السنوات الحاسمة التي تتجاهلها كثير من الأمهات.
تصرخ الأم في وجه الطفل إن أخطأ، تخبره أن (البعبع) سوف يلتهمه إن لم يستجب لحديثها، أو أن القطة أو الكلب سيجعل منه أشلاء إن فعل (ذلك الفعل الذي تحذره منه).
وتستمر دائرة التخويف والتشكيك في كل شيء يفعله الطفل طالما اختاره هو، فينشأ على الخوف والشك والحيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت الصائب، ويصبح عرضة أكثر للتذبذب والتأرجح والانهيار.
يتركه صديقه فيحاول أن يصلح ما نشأ بينهما، فتخبره أمه أن يدع صديقه وشأنه وأن صديقه لا يستحق صداقته، فيتردد في إصلاح الأمور، ويتركه، كما أخبرته أمه.
وتستمر الحياة بهذا النمط، فيخسر واحدًا تلو الآخر، ولا يستطيع أن يرى الأشخاص بعينه هو، بل بعين المحيطين به، فقد فقد بصيرته منذ اللحظة الأولى من الولادة، تلك اللحظة التي أخبروه فيها عن ضرورة التخلي عن شخصيته ورغباته وما أراده_دون أن ينطق لسانهم مباشرة بذلك_يجد نفسه محاطا بالشكوك، وعرضة أكثر لنوبات القلق والارتياب.
يصل لسن الزواج، فلا يستطيع اختيار شريكه، فهو لا يعرف شيئا أصلا من البداية عن آلية عمل مشاعره، تركها منذ نعومة أظافره، وبالتالي فلا شيء لديه ليشعر به، ولا شيء يخصه في اختياراته، لا معنى لكل ما يفعله، فكل حياته بنيت على إرضاء الآخرين وتجنب أذاهم.
ينشأ هذا الطفل الكبير محطمًا قلقًا مرتابًا لا حياة له، لا يريد تغيير نفسه، ولا يملك الصلابة النفسية والإرادة الكافية التي تجعله يقرر التغيير بعد كل هذه السنوات الضائعة من عمره هباءً منثورًا.
أما أنتم، أخبروني، هل صادفكم هذا النوع من الأشخاص في حياتكم، أو كنتم أنتم هذا الشخص من قبل؟!
حدثوني عن تجاربكم لعلنا نساعد الأمهات الناشئة كيف تربي أطفالها على الشخصية المستقلة وحرية الفكر الخاص.
اسم المستقل | ضحى ر. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 3 |
تاريخ الإضافة | |
تاريخ الإنجاز |