الخلود الرقمي أصبح هوس يبحث عنه المطورين والتقنيين لتفادي الموت .
فقام التقنيون بتحميل الدماغ البشري على أجهزة الكمبيوتر وكما كان عدد كبير من التقنيون يسعون إلى الخلود الرقمي
سعي عدد كبير من المطورين من أجل البحث في الخلود الرقمي ووقف عمليات الوفاة للجنس البشري فاتبعوا الأتي:
تخزين الذاكرة الحية
رغب عدد من مهندسي الذكاء الاصطناعي في تفادي الموت والدخول إلى الحياة الأبدية والتي ظهرت بسلسلة الأفلام الخرافية من قبل.
حيث أعلن روبرت ومايكل ماك مؤسسا منظمة نيتكوم أنهما قاما بحفظ خريطة الاتصالات العصبية لإحدى الحيوانات ونجح الأمر.
لأن هذه الخريطة لها دور أساسي في تخزين الذاكرة الحية وهما يرغبا في التوسع وصولًا إلى الجنس البشري برقمنة العقل.
في حين شكك جون هاريس عدم عقلانية الأمر لأننا بشر من دم ولحم من الصعب استمرار بقائنا بوضع غير جسدي.
الدماغ السحابية
توقع المهندس بشركة جوجل راي كورزويل أن هناك احتمالية توصيل أدمغة البشر بالسحابة الإلكترونية بحلول عام 2030.
ورغب هو نفسه في الدخول إلى تجربة الخلود الرقمي فاشترك مع مؤسسا نيتكوم وأكد احتمالية تحميل دماغه على سحابة.
ولكن قوبلت هذه التجارب بالرفض من قبل بعض العلماء وعلقوا على أن مر دعم الدماغ السحابية قاتلة 100%.
بمعنى أن من يقبل خوض تجربة الخلود الرقمي فهو يوافق على قتله بشكل رحيم مقابل استمرار حيوية دماغه.
اقترح بعض العلماء من أجل الدخول إلى تجربة الخلود الرقمي يجب عمل نسخ رمزية تقوم بنسخ الأشخاص.
والتي يمكنها الاستمرار في التواصل مع الأخرين عبر الأجهزة حتى بعد وفاتها وقام حسين رحناما أستاذ بمختبر ماساتشوستس
بعمل برنامج يمكن من خلاله قياس الميجا بايتات للبيانات التي يولدها الأشخاص بشكل يومي لخلق نماذج افتراضية من عقولهم.
ومن ثم سيقوم برنامج( الخلود المعزز) بنقل الذكريات الحياتية الخاصة والإجابة على كافة الأسئلة التي تدور بداخلهم.
والفكرة هدفها استمرار وجود المقربين متواصلين مع الأخرين حتى بعد وفاتهم فضلًا عن مشاركتهم في الأحداث التي تحدث بعد موتهم.
عصر الخلود المعلوماتي يبشر بإمكانات مذهلة
منذ بدء الوجود البشري على الأرض، شغلت قضية الموت والخلود العقل الإنساني وأربكته وتسببت له بالحيرة الدائمة.
اشارت قصة قصيرة للكاتب الأميركي شيروود أندرسون بعنوان كأنه المفارقة “صديقنا القديم- الجديد: الموت”، يرى أندرسون فيها أن الترياق الناجع للتعامل مع محنة الموت الضاغطة على حياتنا كل حين يكمن في جزئيتين: أن نديم عوامل الحب التي تنعش الأرواح الراكدة لنضمن السبات إلى أطول مدى ممكن، وأن نعيد تشكيل تصوراتنا عن الموت الذي يغيبنا عن الأحباب ورفقاء الروح.
فلماذا لا يكون الموت محض استحالة فيزيائية لا تقوى على الوقوف بوجه الحب الخالص الذي يظل عصيا على كل عوامل الاندثار والبلى؟ فالحب الخالص قوة جوهرية تغالب الموت وتستعصي عليه ولن تتمكن ألف أفعى من أن تبتلع الحب وتغيبه في دهاليز الخواء، الحب المنبثق من روح متوهجة هو الترياق المهدئ للنفوس القلقة المرتعبة من مخالب الموت.
وقال عالم الفيزياء نوربرت واينر بأن عالمنا يقوم على ثلاثة مكونات: المادة والطاقة والمعلومات، وأن الأكثر ثباتا بينها هو المعلومات، وفي عام 1948 قدّم واينر ثورته العلمية حول “السايبرنيتكا” للتحكم بالآلة والأجسام الحية، وفي الوقت ذاته قدّم زميله عالم الرياضيات كلود شانون نظرية ثورية أخرى حول معالجة المعلومات بناء على فكرة الأنُثروبيا، أي مقياس العشوائية، وقال “إن ازدياد محتوى المعلومات يرتبط بنقصان الأنثروبيا؛ فكلما حصلنا على محتوى معلومات أكثر عن شيء تناقصت مجهوليته بالنسبة إلينا”.
وها قد أتى اليوم الذي أصبح فيه مفهوم الخلود المعلوماتي ممكنا؛ فالمعلومات التي يختزنها الدماغ البشري قابلة للخلود الرقمي، إذ نجح العلماء حاليا في عملية نقل المعلومات من دماغ إنسان حي وخزنوها في عقل روبوت، واستطاعت المرأة الحية -التي نقلوا المعلومات منها إلى الروبوت- أن تتحاور مع روبوتها البديل وتتبادل معه المعلومات والذكريات، وكأنه توأمها الخالد الذي سيبقى محتفظا بالمعلومات والذكريات كخزين لا يفنى بعد موتها.
وبهذا نبدأ عصرا جديدا هو عصر الخلود المعلوماتي الذي يبشر بإمكانات مذهلة يستطيع العلماء عبرها الاحتفاظ بذكرياتنا وأشواقنا وتعلقاتنا وأفكارنا ما دمنا أحياء وينقلها إلى منظومة العقل الروبوتي الرقمية.
اسم المستقل | Nermeen O. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 175 |
تاريخ الإضافة |