الوجه المخيف للذكاء الاصطناعي | عالم الجريمة أكثر ازدهارًا

تفاصيل العمل

أتذكر عندما كنت صغيرة؛ في فترة الهواتف القديمة «الموبايلات الزراير» وقد جبت أنحاء الإنترنت بحثًا عن اسم عربي رسمي لذلك النوع من الهواتف ولم أجد. في تلك الفترة انتشرت العديد من مقاطع الفيديو الغريبة التي تبث الرعب في قلوب من يراها، نظرًا لغرابتها، وكان ذو وعي حينها يطلق عليها «فيديوهات فوتوشوب» رغم أن الفوتوشوب للصور فقط وليس الفيديو!

كان التزوير والتلاعب بالصور والفيديوهات في تلك الفترة مصدر قلق وهلع كبير للكثيرين؛ إذ خشي العديد من الأشخاص، وبالأخص الفتيات، من أن تُحرف صورهم باستخدام الفوتوشوب لتدمير حياتهم. وقد وقعت هذه الحوادث بالآلاف، لكن مع الوعي العالمي تحول الأمر في النهاية إلى مادة كوميدية.

إذا كنت من متابعي مسلسلات رمضان، عزيزي القارئ؛ ففي إحدى حلقات مسلسل «يوميات زوج معاصر» للفنان أشرف عبد الباقي؛ تلاعب أحد الكارهين له بصورة؛ إذ وضع وجهه على جسم شخص في يوم زفافه بجانب امرأة غير زوجته للإيقاع بينهما؛ وشككت زوجته في الصورة لأن لون يد العريس في الصورة سوداء؛ بينما يد عبد الباقي بيضاء.

ومع ظهور الذكاء الاصطناعي؛ حدثت موجة عالمية جديدة تضم المخاوف من التلاعب بالصور أيضًا؛ لكن الذكاء الاصطناعي الآن يمكنه تقليد صوتك وتوليد صورتك في أي وضع؛ بل وفيديو يتضمنك أيضًا. تسبب ذلك بمخاوف عالمية من جرائم الذكاء الاصطناعي. لكن الأمر لا يقتصر على التوليد البصري فقط؛ ففي الواقع، يوجد العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي في الدارك ويب، التي تمكن أي شخص من فعل أي شيء طالما لديه الوصول لتلك الأدوات وبالطبع كيفية استخدامها وتوظيفها في الأهداف المرجوة.

وفي موقف قريب؛ وقع حادث مأساوي على الطريق الدائري بالقاهرة، مصر؛ إذ بدأ الحادث عندما اصطدمت سيارة نقل محملة بالرمال بسيارة نقل أخرى؛ ما أدى إلى تدخل سيارة نقل ثالثة في الحادث. تصاعدت الأحداث بسرعة، ليسفر الحادث عن تصادم 22 سيارة وإصابة نحو 24 شخصًا. ورغم فداحة الحادث، فما تلاه من أحداث على وسائل التواصل الاجتماعي كان له تأثير أكبر. حين شارك شخص ما صورة لحادث أكثر ترويعًا، وانتشرت بسرعة كبيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ وصل الأمر إلى مشاركة بعض الشخصيات العامة والمشهورة لهذه الصورة؛ ما زاد من نطاق انتشارها بشكل كبير.

لاحقًا، كشفت إحدى الصحف أن الصورة المتداولة كانت في الواقع من إنتاج الذكاء الاصطناعي؛ فإلى أي مدى يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟ هل نشك حتى في الواقع؟ هل نبدأ بتبادل التهم عن واقعية أو زيف كل ما هو مرأي على الإنترنت؛ وعلى وجه الخصوص مواقع التواصل الاجتماعي؛ والتي أصبحت وجهه هامة للجميع للالتقاط أخبار العالم!

في هذا المقال سنغوص في الظلام؛ في الجانب المرعب والمخيف للذكاء الاصطناعي، في مكان حيث يمكن أن يكون أسوأ كوابيس أحدهم!