19 يوليو | عندما عاد الإنسان بالزمن للوراء

تفاصيل العمل

عندما نتأمل في العوامل التي قد تُحدث اضطرابًا عالميًا، تتبادر إلى أذهاننا أطياف الأوبئة وظلال الكوارث الطبيعية كمصادر تقليدية للقلق العالمي، لكن في عالمنا الحديث تطول القائمة بوجود الاضطرابات التكنولوجية. فما شهده العالم يوم الجمعة الموافق 19 يوليو 2024 كان ببساطة تحديثًا تقنيًا قلب موازين الحياة اليومية رأسًا على عقب.

فجأة؛ وجد العالم نفسه يعود إلى عصر الورقة والقلم والاتصالات الهاتفية التقليدية. في المطارات، توقفت شاشات العرض عن العمل، وأصبحت بطاقات الصعود إلى الطائرة تُكتب بخط اليد، كأنها تذكرة من الماضي البعيد. في المستشفيات، عادت أصوات الهواتف تتردد في الأروقة مع عودة نظام الحجز الصوتي؛ كما لو أن الزمن قد عاد بنا عقودًا إلى الوراء.

توقفت شاشات الموظفين عن العمل، وشلت الحركة في الشركات العالمية الكبرى. ربما وجد بعض الأفراد أنفسهم في حالة إفلاس مؤقت محاصرين بين بنوك معطلة وجيوب خالية من النقود الورقية؛ لتصبح الأخيرة، والتي هجرها الكثيرون، هي الملاذ الوحيد للتعاملات المالية.

في لحظة واحدة، بفعل تحديث تقني بسيط، تحول عالمنا الرقمي المتطور إلى لوحة سريالية تمتزج فيها خيوط الماضي بنسيج الحاضر. أيقظ هذا المشهد الغريب فينا إدراكًا عميقًا لمدى تعلقنا بالتكنولوجيا، وكشف عن مدى الضُعف الإنساني دون التكنولوجيا.

ما يجعلنا نبدأ بالتساؤل؛ هل كان الاحتكار التكنولوجي هو الجاني الخفي وراء هذه الأزمة العالمية؟ أم أن الإهمال كان المتهم الرئيسي حين أغفلت المؤسسات والجهات المتضررة وضع خطط بديلة لمثل هذه السيناريوهات؟