تفاصيل العمل

ظل في المرآة

في قرية نائية، كانت هناك منزل قديم يحيطه الغموض. كان يُقال إن كل من عاش فيه قد واجه حوادث غريبة، لكن القصة الأكثر رعباً كانت تتعلق بفتاة تُدعى سارة.

انتقلت سارة وعائلتها إلى المنزل الجديد في بداية الشتاء. كانت سارة فضولية وتحب استكشاف الأماكن الجديدة، لذا كانت دائماً تتجول في أرجاء المنزل. في إحدى الليالي، اكتشفت مرآة قديمة في العلية، مغطاة بالغبار. عندما نظرت إليها، شعرت بشيء غريب، كأن هناك شيئاً يراقبها من داخلها.

في الأيام التالية، بدأت سارة ترى ظلاً يظهر في المرآة عندما كانت بمفردها. في البداية، اعتقدت أنه مجرد خيال. لكن الظل أصبح أوضح، وأحياناً كان يتحرك كأنه يحاول التحدث إليها. بدأت تشعر بالخوف، لكنها كانت أيضاً مفتونة.

ذات ليلة، قررت أن تواجه هذا الظل. جلست أمام المرآة، وبدأت تتحدث. في البداية لم يحدث شيء، ولكن فجأة، بدأ الظل يتحرك بشكل أكثر نشاطاً، وكأن شيئاً ما قد استجاب لها. همس الظل باسمها، مما جعل قلبها يتسارع.

في اليوم التالي، بدأت سارة تشعر بأن الظل يرافقها في كل مكان، يشعر وكأنه جزء منها. أصبحت تنام قليلاً، وعندما كانت تستيقظ، كانت تجد أن الغرفة مظلمة جداً، كأن الضوء قد اختفى. كانت تشعر بأن هناك شيئاً يتسلل إلى أحلامها.

شعرت عائلتها بالقلق عندما بدأت تصف مشاهد غريبة: كائنات تتجول في الظلام، وأصوات همسات في أذنها. حاولت والدتها مساعدتها، لكن سارة كانت قد غارقة في عالم الظل.

في ليلة عاصفة، قررت سارة أن تحطم المرآة. ولكن عندما فعلت، سمعت صرخة مدوية، كأنما العالم قد انهار. عند الفجر، وجدت نفسها مستلقية على الأرض، وحولها شظايا المرآة.

مرت الأيام، لكنها لم تكن كما كانت. سارة لم تعد تتحدث عن الظل، ولكن الأهل كانوا يشعرون أن شيئاً ما قد تغير فيها. في كل مرة كانت تنظر إلى أي مرآة، كانت عيناها تلمعان بطريقة غريبة، وكأنها تحمل شيئاً من الظلام الذي هرب منه.

القرية ما زالت تتحدث عن تلك الفتاة التي دخلت عالماً لا يمكن العودة منه، والمرآة التي احتفظت بسرها الغامض. البعض يعتقد أن الظل لا يزال موجوداً، ينتظر شخصاً آخر ليكتشفه.

بطاقة العمل

اسم المستقل Ammar M.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 1
تاريخ الإضافة