أول رواية لتسهيل حفظ مادة التاريخ بطريقة مبتكرة

تفاصيل العمل

فإني أقدم لكم هذه الوريقات المتواضعة التي آمل أن تغير نظرة طالب البكالوريا خصوصا وغيره من الطلبة في سائر المستويات عمومًا حول نجاعة بعض طرق الحفظ في استذكار الكم الجيد من المعلومات وطول مدته في الذاكرة بأدنى عناء وأقل جهد،والتي تسعى في جملتها إلى استغلال كل خاصية من خصائص العقل البشري المذهل الذي مافتئ يرينا قدراته الهائلة إلى يوم الناس هذا.

كان الإغريق -فيما يقال- أول من استعملوا هذا الأسلوب الجديد من الحفظ،فقد كان الشاعرُ الإغريقي الشهير (سيمونيدس) يلقي قصيدته في مدح الملك (سكوباس) ملك (ثيساليا) أمام جمهور عريض في القصر الملكي،وبعد انتهائه من الإلقاء وخروجه انهار القصر بمن فيه وردمت الجثث وتغيرت معالمها،فاضطر الأهالي إذ ذاك إلى الاستعانة بالشاعر (سيمونيدس) لعله يساعدهم في التعرف على أسماء الجثث،فراح (سيمونيدس) يتخيل معالم القصر قبل الانهيار وراح يسمي الجثث واحدا تلو الآخر حسب مكان جلوسهم عند إلقاء قصيدته،واصل تذكر أسماء الجثث : هذا فلان وكان بجانبه فلان وزوجته .. حتى ذكر ألفي اسمٍ،كلُّ ذلك من ذاكرته التصويرية! ومنذ ذلك الحين،نشأت هذه النظرية التي تعتمد على تصوير الدماغ للمَشاهد والصور ،وطُورت بعد ذلك وسميت بنظرية القصر (Memory Palace) نسبة إلى مكان حدوثها.

وهذه النظرية أو الطريقة تعتمد بشكل أساس على خَلْق مواضع معلومة لدى الحافظ كغرف بيته أو أقسام مدرسته أو على شخصيات ملازمة له كأسرته وأصدقائه أو حتى على شخصيات خيالية،وربط المحفوظ المكتوب بهذه الأماكن والشخصيات عن طريق التلاعب -قليلا- بالكلمات بشكل غريب تفاعلي يسهل التذكر ويساعد على سرعة الاستحضار،والأهم والمثير أنه يبقي محفوظك مدة طويلة في مخيلتك بخلاف غيره من الطرق التقليدية!

فمثلا : يريد أحدكم أن يتذكر هدفا أو هدفين من أهداف هجومات 20 أوت 1955 وليكن (التضامن مع نفي محمد الخامس في ذكراه الثانية-الحصول على السلاح) وأراد أن يطبق (نظرية القصر) في ذلك فيتخيل أن محمدا ذا الخمس سنوات قتل اثنين بسلاح كان قد حصل عليه بطريقة مشبوهة .. أو أن صاحبك محمدا بعد عامين من التحاقه بجيش التحرير أراد الحصول على سلاح المدفعية ذو الخمس طلقات في الثانية! ويربط باقي الأهداف مع هذه القصة ويجعلها غريبة أو مضحكة ليسهل عليه تذكرها .. فإذا فعل ذلك ضبط الشيء الذي يريد حفظه،وسهل عليه استرجاعه في أي وقت يريد.

وهذا ما فعلته -هنا- بهذه الوحدة المعرفية الخاصة بثورة التحرير الجزائرية وطرقها وأسبابها ونتائجها إلى عوامل تشكل الدولة الجزائرية والمشاكل التي واجهتها في ذلك.

فقد اقتبست من كل عناصر هذه الوحدة المتكاملة كلمات أو مقاطعَ وجمعتها كلَّها ثم أنشأت قصة خيالية مثيرة مبنية على هذه المقاطع أو الكلمات،متلاعبًا ببعضها بشكل واضح غير غامض ،أو تاركا بعض العناصر على هيأتها داخل القصة،ثم الاستعانة في تذكرها بالمشاهد المصورة من القصة والتي تسهِّل الأمر بشكل كبير.

بطاقة العمل

اسم المستقل ابن المقرئ ا.
عدد الإعجابات 0
عدد المشاهدات 3
تاريخ الإضافة