progression

progression - المناهج الدراسية

إن مسألة تحديد كيفية تقديم المناهج الدراسية للطلاب بشكل تسلسلي تتطلب منا بحث الأمر من وجهة نظر الطلاب أنفسهم. لذا فإن السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا ليس: "ما هو المنهج الذي نريد أن نقدمه للطلاب في مرحلة ما؟" وإنما الأفضل أن يكون السؤال: "ما هو المنهج الذي يبدو مقبولًا ومفهومًا أكثر لدى الطلاب ومن شأنه أن يساعدهم على التعلم؟" كيف يمكننا مساعدتهم على الانتقال من مرحلة إلى أخرى، ليس فقط انتقالًا تصاعديًا وإنما أيضًا انتقالًا تسلسليًا أكثر تماسكًا ومنطقية، قائمًا على فكرة البناء على ما سبق واكتسبوه من علوم؟

ولكي نتمكن من القيام بذلك، فإننا بحاجة إلى توسيع نطاق بحثنا ليشمل المناهج الدراسية السابقة واللاحقة. ولتوضيح الأمر، دعونا نأخذ تدريس مادة اللغة الإنجليزية في المدارس الثانوية كمثال. لنفترض أننا نستهدف أن يتمكن الطلاب في أحد السنوات الدراسية من مقارنة شخصيتين من قصتين مختلفتين. مثل هذه المهمة تفرض تحديين: الأول أنه يتعين أن يكون لدى الطلاب القدرة على فهم أبعاد الشخصيات في كلا القصتين. الثاني، أنه عليهم تنظيم أفكارهم ضمن سياق بنية مقارنة (على سبيل المثال، قد يحتاجون إلى تعلم كيفية توظيف عبارات مثل "وجه التشابه الرئيسي" أو "في المقابل"). وفي هذه الحالة، قد يكون من المفيد أن يكون الطلاب قد اكتسبوا خلال مرحلة دراسية سابقة بعض الخبرة في مجال دراسة المقارنة اعتمادًا على مواد أكثر بساطة -على سبيل المثال، مقارنة بين مقالتين قصيرتين. وعلى هذا الأساس، فإننا قد نحتاج إلى العودة بمخططنا الدراسي خطوة للخلف، إن جاز التعبير، وذلك عن طريق اتخاذ قرار بإدراج مثل هذا النشاط الدراسي ضمن مخطط الأنشطة للفصل الدراسي السابق. ويمكننا أن نقفز بمخططنا خطوة إلى الأمام أيضًا. وذلك بأن نطرح على أنفسنا هذا السؤال -استكمالًا للمثال -: "إذا تمكن الطلاب في هذه المرحلة من إجراء دراسة مقارنة بين شخصيتين من قصتين مختلفتين، فما هي الخطوة التالية التي يمكنهم اتخاذها لاحقًا؟ فهل تكون إجراء دراسة مقارنة بين القصتين ككل، بما يشمل المزيد من الشخصيات أو جوانب أخرى مثل الحبكة الدرامية؟ أو هل تكون إجراء دراسة مقارنة بين نصين أطول؟