راسبوتين ساحر النساء .....لغز لم يحل إلى الأن
سيبريا الروسية ذات الأجواء الباردة ،وفى أحدي القري الصغيرة الهادئة فى أحد البيوت عام 1869أعلن صراخ أحدي السيدات عن ميلاد اشهر شخصية غامضة فى القرن العشرين .
بدأت الاستعدادات للأحتفال بالمولود الجديد الذي لم يتوقع أحد انه سيصبح له دور فى سقوط أخر الأمبراطوريات الروسية .
كان لميلاد راسبوتين وطفولته الأولى ظروف غامضة نوعا ما .فقد توفيت والدته بعد بلوغه الثانية عشر ، وبعدها بفترة كان يلعب على ضفة النهر مع شقيقه ميشيل عندما جرفهم النهر فلقي ميشيل حتفه ، أما راسبوتين فتم انقاذه وكان فى غيبوية لفترة طويلة ولكن عندما أفاق من غيبوبته كان يتمتع برؤي روحية غريبة وقدرات عجيبة على شفاء الجروح بمجرد لمسها.
بعد ان أصبح عمر " راسبوتين" 12 عاما أكتشف اهل قريته أن له قدرات خارقة.فقيل أن الأبقار تدر مزيد من الحليب حين يكون حولها .وابضا قد جل لغز اختفاء أحد الخيول الذي كادوا يفقدوا الأمل بالعثورعليه .
وفى احد المرات عجز الأطباء فى علاج احدي المريضات فبعثوا له وأتى مسرعآ.ثم دخل غرفة المريضة والتى كانت تبدو على وشك ان تغادر الحياة فوضع يده عليها وأخذ يتلو ويردد بعض العبارات ،وكانت المفاجأة حيث قامت من فراشها تغدو وتروح وكأنها لم تكن مريضة .
وعندما بلغ راسبوتين عمر العشرين التحق بأحد الأديرة ثم انضم إلى طائفة الخاليستى أو "الجلادين " والتى تؤمن ببدعة التقرب من الله من خلال الخطيئة لكى نفهم معنى التوبة الحقيقية ويحصل على الخلاص.
وبعد بلوغه سن الثلاثين قرر أن يخطو خطوة هامة فى حياته وهو الأنتقال إلى المجتمع الارستقراطى وبالفعل ترك قريته ورحل إلى العاصمة الإمبريالية "سان بيترسبيرج" .
وهنا يلزم التذكرة بمعنى كلمة الأمبريالية
. الإمبريالية
إنّ الإمبريالية هي كلمة مشتقة من كلمة إمبريوم اللاتينية، والتي تعني الحكم والسيطرة على أقاليم كبيرة، ويُمكن تعريف الإمبريالية على أنّها سعي إحدى الدول لتوسيع سلطتها وتأثيرها عن طريق استخدامها للاستعمار أو القوّة العسكرية أو غيرها من الوسائل، كما عرّفت بأنّها هيمنة دولة على دولة أخرى هيمنة اقتصادية وعسكرية وسياسية، وقد كان للإمبريالية دور رائد في تشكيل العالم المعاصر.
اعلن راسبوتين هناك انه يمتلك قدرات خارقة فى العلاج وقراءة المستقبل مدعيآ على نفسه انه راهبآ.وأشتهر وذاع صيته فى عالم الأغنياء .
وفى هذا الوقت كانت الأمبراطورية الروسية تحت سيطرة أمبراطور روسيا "نيكولاس الثانى " وزوجته الكساندرا.
كانت الأمبراطورة والأمبراطور لديهما ابنآ يعانى من الهيموفيليا "هو عدم توقف نزيف الدم إذا تعرض لأي جرح مما يسبب الوفاة.
وقد وصل إلى مسامعها عن الراهب ذائع الصيت "راسبوتين" ،وشهرته ف العلاج وفكرت كثيرا وقررت اللجؤ إلى راسبوتين . .فهل يستطيع راسبوتين خوض هذا التحدي.
كان راسبوتين ذو شعر ناعم ولحية كثيفة وكان مشهور بنظرته الحادة التى تخترق اعماق النساء فتنجذبن له بسهولة وكأنهن مسحورات .كما كان ضخم الجثة ،طويل القامة ، عريض الصدر وله ذرعان قويتان
ذهب راسبوتين إلى قصر الإمبراطور وتحققت المعجزة فقد نجح فى علاج أليكس تمامآ...ومن هنا كانت الحياة الجديدة التى تنتظر الراهب بعد أن نال استحسان القصر الأمبراطوري .
وبعد سنوات زادت ثقة الأمبراطور وزوجته به وكان ذلك ماحدث بعد أن منحه الأمبراطورمنصبآ هامآ فى القصر وهو "مستشارآ".
وكان منصبه هذا هو البوابة التى تعرف من خلالها على النبلاء والكنيسة الأرثوذكسية وتقرب إلى الشعب.
ولكن الكثير كان يراه "قوة شريرة " خارقة داخل الحكم القيصري الروسي وقيل انه السبب فى ان لقى مئات الألوف حتفهم بسبب عجز الحكومة تحت سيطرته .
وكانت تتقرب إليه النساء فى المجتمع الراقى ولم يكن ذلك يضايق زوجته التى إرتبط بها فى عمر ال18 والتى بقيت فى القرية حتى بعد انتقاله إلى العاصمة .
وكانت تتجمع الناس أمام منزله قبل شروق الشمس وينتظروا لأيام فقط لرؤيته والحصول على بركته .
ومن الملاحظات الغريبة التى قيلت عنه ، أنه كان عندما يقترب منه أحد يجد رائحته سيئة تشبه رائحة الماعز .
وسرعان ماحدث تغيرات محورية ، فقد بدأت تدق طبول الحرب العالمية الأولى ورحل الأمبراطور الروسي مع جيشه ليترك راسبوتين فى القصر وفى يده مقاليد البلاد داخليآ.
وأنتشرت الأشاعات أن علاقة بينه وبين الأمبراطورة وهو يوجهها فى كثير من الأمور بشأن البلاد والحرب والجيش وهى تنصاع لتوجهاته.
وأصبح القيصر نيكولاس الثانى لا يرحب بتواجد راسبوتين الدائم بالقصر وقيل أنه يتقاضى رشاوي نقدية وعينية .
وتعاظم نفوذ راسبوتين بفضل رعاية الأمبراطورة له حتى عجز القيصر عن ابعاده ، وأصبح يتدخل فى تعيين الوزراء ..، حتى ان قصاصة ورق من راسبوتين مكتوبة بخط لا يكاد يقرأ كفيلة بتسلم أى شخص لوزارة ..
وزاد نفوذ راسبوتين بشكل اصبح يقلق النبلاء وأقارب الأمبراطور.
تعددت الأراء حول دور راسبوتين بالتقلبات السياسية العاصفة التى مرت بها الأمبراطورية
الأخيرة .حيث أشارت أصابع الأتهام إلى راسبوتين.
ومن ناحية أخري ومن أكثر الاراء تكرارا هو ما يقال ان راسبوتين حاول منع اشتراك روسيا فى الحرب العالمية الأولى متنبئآ بأشد العواقب فى حالة انغراسها فى الحرب وقيل أنه تنبأ بالثورة وحاول تحذير القيصر وحثه على اتخاذ اللازم لتفاديها الإ انه لم يعمل بنصائحه.
وفى قرار كان متوقعآ ، قرر مجموعة من النبلاء وأقارب الأمبراطور القضاء على راسبوتين .
اجتمع مجموعة منهم بقيادة الدوق"ديمتري بافلوفيتش" والبرنس "فليكس يوسوبوف"يرسمون الخطط للقضاء على نفوذ راسبوتين .
ومع شده نفوذه وصعوبة الوقيعة بينه وبين القصر أصبح القتل هو الحل .
تم دعوة راسبوتين إلى القصر ودسوا له سما فى المشروبات والمأكولات وأخذوا ينتظروا اللحظة التى تزهق فيها روحه ولكن لم يحدث هذا .، وأخذ يكمل حديثه وكأن شيئا لم يكن بل ويطلب المزيد من المشروب .
لم يكن هناك مفر من القتل بالرصاص وتم اطلاق النار عليه وظل على قيد الحياة لفترة بعد رميه بالرصاص . حتى انهم قرروا القاؤه فى النهر لضمان موته .وقبل ان يلقوا جثه فى النهر وجدوا فى ملابسه ورقة مكتوب بها خطابا للامبراطوريقول فيها أنه كان يعلم انه سيقتل ولكن اذا قتل على يد احد من القصر فسيكون مصير الأمبراطورية إلى الزوال ، وهذا بالفعل ماحدث فقد انهارت الامبراطورية وأعدم الكثير من افراد الاسرة الحاكمة .
ومن اغرب ما قيل ايضا فى ختام حديثنا عن راسبوتين ، أنه كان يواظب على جرعات صغيرة من السم حتى ياخذ جسمه مناعه من التسمم لأنه كان يشعر بما سيتعرض له من غدر.
انتهى الحديث عن راسبوتين ولكن لم ينتهى الشعور بغموض هذه الشخصية إلى يومنا هذا.
اسم المستقل | Nermeen O. |
عدد الإعجابات | 0 |
عدد المشاهدات | 1179 |
تاريخ الإضافة |