المسؤولية الجنائية للصيدلي

أغلى ما يملكه الإنسان في حياته هو صحته، وفقدانها يعني فقدان الحياة ذاتها. لذا، عندما يصيبه مرض ما، يكون مستعدًا لدفع كل ما يملك في سبيل تحسين حالته وشفائه. في هذا السياق، تلعب مهنة الصيدلة دورًا حيويًا لا يقل أهمية عن مهنة الطب، بل قد تكون في بعض الأحيان أكثر خطورة وأهمية، وشديدة المسؤولية. إن الطبيعة المقررة لأي مهنة، بما فيها الصيدلة، تتطلب ممارستها ضمن ضوابط ونصوص قانونية، حيث يكون الهدف الرئيسي منها هو المحافظة على سلامة الإنسان. وإذا ألحق هذا النشاط ضررًا بالغير، وجب حمايته ضمن قواعد قانونية ملزمة.

ومنذ بداية الإنسان على هذا الكوكب، لم يسلم تفاعله مع البيئة وعناصرها من الأضرار التي تسببت له في كسور وجروح، مما دفعه لمحاولة علاج نفسه باستخدام النباتات وأوراق الشجر كدواء مفضل لتسكين الألم. بتطور الحياة، وبفضل الصدفة والملاحظة والتجربة، تمكن الإنسان من تطوير طرق أكثر فعالية للمعالجة والتداوي بعيدًا عن الدين والسحر اللذين امتزجا بالطب والصيدلة لفترات طويلة. ومع مرور الوقت، اكتشف الإنسان الدواء وتمكن من التمييز بين أنواع الأدوية المختلفة ومعرفة تأثيراتها.